أكّد نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ أن فكرة وجود النظام الفصلي سبقها رصد وتحليل لدراسات سابقة عن نظام التعليم في المملكة، اتضح من خلالها وجود فجوات معرفية ومهارية بين التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، إضافة إلى نقص التطبيقات العملية والمهنية ومهارات الحياة، والتهيئة لسوق العمل، ووجود هدر تعليمي وتربوي ناتج من ارتفاع العبء الدراسي نتيجة كثرة المواد الدراسية في الفصل الدراسي الواحد، واختلاف التشعيبات "الأقسام التخصّصية" بين مدارس البنين ومدارس البنات، طول الفترة الدراسية "عام دراسي كامل" للحكم على إنجاز الطالب وانتقاله، حسبما ذكر الموقع الرسمي للوزارة. وأضاف آل الشيخ أن المشروع استهدف تحسين بنية النظام من خلال التحول من النظام السنوي إلى النظام الفصلي وتحسين لائحة التقويم وأساليبه وتطوير ومواءمة ما يترتب على ذلك، إضافة إلى تخفيف الأعباء الدراسية لمزيد من تركيز التعلم وذلك عن طريق تقليص عدد المواد الدراسية، وتوحيد الخطة الدراسية في مدارس البنين والبنات، وتوحيد أسلوب المسارات التخصّصية في مدارس البنين والبنات، ومواءمة المناهج الدراسية عن طريق تحقيق الاتساق والتتابع مع مناهج التعليم الأساسي.
وأوضح آل الشيخ أن أهم ملامح التطوير في المشروع تتمحور حول الانتقال من التقويم المعتمد على العام الدراسي إلى التقويم المعتمد على الفصل الدراسي، إضافة إلى اعتبار اجتياز الطالب المقرر الدراسي ونجاحه فيه حكماً نهائياً؛ فلا يطالب بإعادة دراسة مقرر نجح فيه للتعثر في مقررات دراسية أخرى، وتطبيق المعدل التراكمي على جميع الفصول الدراسية؛ لتحفيز الاهتمام الدراسي والتشجيع على التعلم الفاعل، وإلغاء أسلوب التجاوز لرفع كفاءة نظام التقويم وتحسين مستوى النظام التعليمي، وأخيراً تقسيم المرحلة الثانوية إلى ستة مستويات دراسية. وبيّن أن النظام الفصلي سيقلّص المواد الدراسية الفصلية في السنة الدراسية الأولى ثانوي من 21 في النظام السنوي إلى 14، كما سيقلّص المواد الدراسية الفصلية للسنتين الدراسيتن الثانية والثالثة من 18و21 مادة إلى 12 مادة فقط في النظام الفصلي، مشيراً إلى أن تطبيق المشروع سيبدأ بالتدريج حيث يطبق على السنة الأولى من المرحلة الثانوية في العام الدراسي 1435 / 1436، وعلى السنة الدراسية الثانية في العام الدراسي 1436 / 1437، ليكتمل تطبيقه بشكل كامل في العام الدراسي 1437 / 1438بعد تطبيقه على السنة الدراسية الثالثة من المرحلة الثانوية.
وعن مجالات تحسين الكتب الدراسية، قال آل الشيخ: إن النظام الفصلي سيساعد على التمركز حول المتعلم بما يعزز دور الطالب في عملية التعلم، ومواصلة غرس القيم الإيمانية والوطنية والاتجاهات التربوية وتنمية الميول، وإعادة تنظيم المدى والتتابع بما يعزز التتابع المنظم للمعرفة العلمية، وتحديث المعلومات وتعزيز تكامل المجالات المترابطة كمجالات اللغة العربية ومجالات الاجتماعيات، وزيادة أنشطة التعلم بما يعزز الدور النشط للمتعلم، والعناية بتطوير المهارات وتهيئة المتعلمين للحياة وسوق العمل، وتنويع أساليب التقويم وتعزيز أنماط التقويم من أجل التعلم ، وإعادة تصميم الكتب بما يحسن من التصميم التعليمي ويزيد من دافعية التعلم.
وأكد آل الشيخ حرص الوزارة على نجاح النظام حيث إنه ومع بداية التطبيق الميداني ستقوم إدارات التربية والتعليم بالمتابعة المستمرة وتقديم الدعم للمدارس وتكثيف الزيارات الإشرافية والتدريب المستمر وإعداد ملتقيات مدرسية ومحلية وورش عمل مع تقويم مستمر وتغذية راجعة وتقارير دورية تقدم للوزارة التي ستتابع وتقدم الدعم عبر غرفة عمليات وزيارات دعم مكثفة ومتابعة للتقارير ومراقبة للجودة وعقد ملتقيات وورش عمل مركزية.