لازال موقع عراقي يصطاد ضحاياه بقصص يبتكرها عراقيون يقفون وراءه لإيهام الضحايا بأنه يعالج مرضى السرطان حتى يحصل منهم على المال، ولا يزال ذوو مرضى السرطان ينساقون خلفه والأمل يحدوهم بعلاج المرض القاتل، حتى أصبح القائمون على الموقع أثرياء من أموال ضحاياهم. "سبق" تلقت الكثير من اتصالات المُغرر بهم من عصابة الموقع التي تستهدف الخليجيين عبر تمرير برودكاست بالواتس أب، وينسجون القصص الواهية، ويكتبون أن فلاناً، وهو اسم وهمي، تشافى تماماً من السرطان، ويسردون معاناته مع المرض ورقم هاتفه كخطة مُحكمة ليسهل تصديقها، وأيضاً يضعون في واجهة الموقع أنواع السرطان وأشياء طبية عن المرض -حمانا الله وإياكم-، وهكذا يوقعون الضحية تلو الأخرى.
وعند اتصال الفريسة يطلبون منه تحويل مبلغ من المال ليتم إرسال العلاج بالطائرة؛ لكي لا يتلف مفعوله، ومن ثم يبدؤون بالمماطلة ليكتشف المُغرر به أنه وقع ضحية نصب من عصابة تستغل حاجة السعوديين.
وكان أحد المواطنين قد تقدم بشكوى للجهات المعنية لحجب الموقع بعد أن استغل منهم في قصته التي نشرتها "سبق"، ولم يتم التفاعل معه، وقال فيها: "وصلتني رسالة عبر "الواتس أب" بها رابط الموقع، ويحمل قصصاً مُفبركة ذُيلت بأسماء وهميةٍ تسرد معاناتها مع هذا المرض القاتل، وأنها بحثت في أنحاء العالم ولم تجد العلاج إلا في هذا الموقع العراقي.
وأضاف المواطن: "على الفور دخلت الموقع، وبدأت التصفح فيه، فبدا لي أنه موقع متكامل علمي وعلاجي، وكُتب في أعلاه "علاج السرطان لأول مرة في العالم علاج تام ونهائي" فصدقت، وقمت بمراسلتهم عبر رقم جوّال".
وأردف: "ظللت أتواصل معهم على هاتف جوّال، فطلب مني شخصٌ مجهول أن أرسل 1000 دولار، وعندما قمت بتحويلها له ورقم الحوالة 7044825480، ادّعى أنه سيرسل العلاج بالطائرة؛ خوفاً على جودته، وبعد أيام تراجع عن كلامه، وقال: سأرسله مع بعض القادمين للمملكة للحج والعمرة".
وأوضح الضحية: "وبعد المماطلة التي دامت أسبوعين طلب مني أن أرسل 300 دولار أخرى، لكي يرسلها عبر شركة نقل، وهنا فهمت المُسلسل، ورفضت، فقال لي: إنه سيُرجع المبلغ الذي دفعته له، وبعدها لم يرد على الاتصالات، فأيقنت بأني وقعت ضحية مُخادع".