قد يكون استقبل العديد منكم رسالة عن طريق الواتس أب يدعي مرسلها أنه دكتور سعودي اختصاص أمراض الدم والأورام. وقد تم حبك الخدعة لإيهام الناس والاستيلاء على أموالهم. وواضح أنه يستهدف المرضى السعوديين ولهذا اختار اسماً سعودياً (رغم أنه عراقي محتال). فهو يدعي أنه أصيب بسرطان منتشر وأن علاجه المكثف في ألمانيا فشل وأن حالته تتدهور بشكل سريع. يقول: فسمعت عن مركز يدعي أن بإمكانه علاج السرطان نهائياً وفي أسابيع قليلة ومهما تكون الحالة سيئة ومتقدمة. ثم يضيف: فتركت الأمر وأنا متأكد أن الأمر خداع وكذب أو ربما نصب واحتيال. ولكن بسبب شدة تدهور حالتي قررت تجريب علاجهم الذي يدعونه، فأرسلت في طلب العلاج فوصلني في اليوم الثاني (علبة وتحتوي على كبسولة محفوظة جيداً). يقول: استغربت الأمر وتصورته لا يعدو أن يكون خدعة رخيصة من ضعاف النفوس الذين يملأون الدنيا بكذبهم وادعائهم علاج السرطان. فكيف وأنا متخصص في هذا المجال. ثم يدعي أنه شفي خلال شهر من تناول العلاج المزعوم. ولكي يحبك الخدعة وضع اسم الطبيب السعودي ورقم هاتفه. ثم أوصى بالاتصال على المركز المزعوم ووضع الرابط. وملأ رسالته بالدعاية للعلاج وللمركز ولأصحابه. الرسالة طويلة ولكني اكتفيت بعرض الغرض لأن الدجل لا ينتهي. الناس انساقت خلف تلك الدعاية وبدأت ترسلها إلى معارفهم وتحثهم على نشر الرسالة. وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يستغل فيها المحتالون معاناة المرضى للاستيلاء على أموالهم. بحثنا عن الطبيب المزعوم فلم نجده مسجلاً في الهيئة السعودية للتخصصات الطبية. ثم اتصلنا باستشاريين من الأورام من ذات القبيلة التي ذكرت في الرسالة. وكذلك استشاريين آخرين فلم نجد أثراً للطبيب المزعوم. وبعد التقصي تبين أن ناشر الرسالة عراقي كذاب دجال يبيع الدواء الوهمي بألفي دولار ويرسله بالبريد والدواء عبارة عن خلطة وهمية ليس لها أي أثر على الأورام. الحقيقة أن الرسالة في طبيعتها تحمل دلائل الدجل. فهي مليئة بالدعاية في غير موضعها وبالثناء على المسؤولين عن المركز. ثم ان المرسل استخدم تعبير "اختصاص أورام" والسعوديون يستخدمون تعبير أخصائي أو مختص. أما اختصاصي فيستخدمها العراقيون والسوريون. أما في حالة الضغط على الرابط فيأخذك إلى موقع مليء بالصور عن السرطانات وعن مضار علاجها المتبع في المستشفيات. ودعاية رخيصة وغطى ذلك بغطاء ديني ليسهل تسويقه على السعوديين بالذات. برغم تنبيهنا إلى أهمية عدم الانسياق خلف مثل هذه الدعايات الرخيصة إلا أن الناس في كل مرة تسقط في الفخ وتدرك أنه دجل بعد أن تكون خسرت المال والأمل. الأمر يستدعي أن يكون لدى وزارة الصحة خط ساخن يجيب على أسئلة الناس حول تلك الادعاءات وأن يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام لحماية الناس من مثل هذا الدجال.