تَعَرّض المسن محمد سعيد الزهراني إلى كسر في الفخذ دون علم ذويه؛ وذلك بعد أن تم تنويمه في مستشفى الملك فهد بالباحة، وكان المسن قد سقط من السرير دون متابعة من طاقم التمريض، في إهمال واضح منهم؛ كما ذكر ابنه "عبدالمجيد". وقال "عبدالمجيد" ل"سبق" سارداً قصة دخول والده وحدوث كسر في فخذه: "إن والده كان يتمتع بصحة جيدة ولله الحمد، وفي تاريخ 1/ 9/ 1435 وفي تمام الساعة التاسعة مساء، اشتكى من ألم بكتفه، واستمر معه الألم حتى الفجر".
وأضاف: "تم نقله إلى مستشفى القرى، الذي قام بتحويله بعد ذلك إلى مستشفى الملك فهد بالباحة، وعند وصوله عن طريق الطوارئ، تم تنويمه بقسم (العناية الخاصة)، وتم رفض أخي الأصغر لمرافقة والدي بشدة؛ بحجة أن العناية الخاصة فيها كوادر وكفاءات تقوم باحتياجات المريض".
وتابع: "قمت صباح اليوم الثاني بالاتصال بعلاقات المرضى في تمام الساعة 11 صباحاً، واتصلت مرة أخرى على قسم العناية الخاصة في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، وفي كلا الاتصالين لم يُبلغنا أحد بشيء عن كسر والدي، وفي الساعة الرابعة عصراً وصلتُ إلى المستشفى، وعند دخولي الغرفة المنوم بها والدي لم أجده، وعند سؤالي عنه أفادوا بأنه في قسم الأشعة".
وأردف: "عند نزول والدي من الأشعة ونقله إلى السرير المخصص له كان غطاء السرير ملطخاً بالدماء، وعندما طالبت بتغييره تضجّروا، وبعد الإصرار تم تغييره، وعندما تم نقله إلى السرير تفاجأت بوضع رباط على الرجل اليمني من القدم إلى الفخذ، ووضع ثقل في مقدمة القدم".
وأكمل: "عند سؤالي: لماذا وُضِعَ الرباط والثقل على رجل والدي، لم يعيروا لسؤالي أي اهتمام، وذهبت مباشرة إلى الكونتر، ووجدت طبيباً وسألته ليفيدني بأنه مختص في القلب وليس الطبيب المتابع لحالة المريض، وبعد إصرار مني قام بمشاهدة الأشعة وقال إنه يوجد لدى والدي كسر بالفخذ؛ فسألته كيف ذلك؟ قال لا علم لدي، وعندما تحدّث الطبيب مع الممرضات أخبرني بأنه سقط من السرير في تمام الساعة 12 ليلاً".
واستطرد: "رقم جوالي مسجل بالملف الخاص بوالدي، ولم يتم إخباري، ولما طلبت مقابلة الطبيب المتابع للحالة أفادوني بعدم وجوده، وتم الاتصال عليه؛ فأجابني بكل برود بأنه سقط من على السرير؛ فأين الإنسانية وأين الضمير وأين العناية الخاصة؟ فنحن نعيش في بلد ينفق مليارات الريالات على وزارة الصحة".
وناشد ابن المريض أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود ووزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه بمعاقبة المتسبب متسائلاً: "أيُعقل أن مدير المستشفى ليس لديه علم عن مريض يمضي عليه أكثر من 12 ساعة وينكسر بسبب الإهمال؟! ولماذا لم يتم إخبارنا ورقم هاتفي مسجل لديهم؟ وهل وصل بنا الحال إلى أن المستشفيات التي تقوم بالرعاية والصحة للمواطنين يدخلها إنسان لأخذ العلاج أم يدخلها ليزداد سوءاً وتتدهور حالته للأسوأ؟!".
وعرضت سبق شكوى عبدالمجيد الزهراني للشؤون الصحية بالباحة؛ فأفاد مدير العلاقات العامة والإعلام والتوعية الصحية الناطق الإعلامي ب"صحة الباحة" أحمد معيض الزهراني قائلاً: "مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين الراوي الرويلي وجّه بالتحقيق فوراً في شكوى المواطن؛ مؤكداً أن للمريض حقوقاً واجباً علينا تقديمها".
وتابع قائلاً: "المدير العام أكد أنه سيتم محاسبة المقصر في حق المريض وإصدار العقوبة المناسبة حسب النظام المتبع في مثل هذه الحالات".