يستعد المنتخب العربي الجزائري غداً لمباراة تاريخية أمام المنتخب الألماني في دور ال 16 لمنافسات كأس العالم 2014 بالبرازيل، بعد أن تمكن من التأهل عن المجموعة الثامنة في الدور الأول خلف المنتخب البلجيكي. مواجهة الجزائر أمام المانشافت تعود بالذاكرة إلى المواجهة التاريخية التي جمعت الفريقين في مونديال 1982 بإسبانيا، والتي أقيمت بمدينة خيخون الإسبانية، وقتها حقق محاربو الصحراء فوزاً تاريخياً على الماكينات بهدفين مقابل هدف وحيد.
فوز الجزائر في تلك المباراة لم يكن أسطورياً فقط لأنه جاء على حساب منتخب كبير فاز بالبطولة مرتين قبل ذلك التاريخ، ولكن لأنه كان بمثابة الصفعة القوية على وجه مدرب الألمان في ذلك الوقت "يوب دير فال" الذي استخف بالممثل العربي في تلك البطولة، حين سئل عن المنتخب الجزائري وقال ساخراً: "وما الجزائر؟ نحن لا نعرف فريقاً بهذا الاسم"، مؤكداً أن فريقه لو لم يفز بالمباراة بأهداف غزيرة فعليه العودة إلى ألمانيا في أول قطار.
إلا أن الرد الجزائري كان قوياً، فبعد شوط أول سلبي بين الفريقين تقدم "رابح ماجر" بالهدف الأول للخضر، ليجن جنون الألمان حتى أحرزوا هدف التعادل عن طريق "مارل هينز رومينغي"، ليعيد "الأخضر بلومي" التقدم للخضر بإحرازه الهدف الثاني والفوز بالمباراة، ليرد الاعتبار لفريقه ولبلاده ويلقن المدرب الألماني درساً قاسياً في احترام الخصم.
إلا أن الألمان لم يدخروا جهداً في الانتقام من الجزائر فيما بعد، فبعد خسارة الجزائر في المباراة التالية أمام النمسا ثم فوزها على تشيلي وفوز ألمانيا على تشيلي في مباراتها الثانية، أصبح يتعين على الألمان الفوز على النمسا من أجل التأهل، إلا أنهم تواطؤوا أثناء المباراة واكتفوا بإحراز هدف وحيد عبر بهم إلى الدور الثاني برفقة النمسا وأطاح بالجزائر خارج البطولة.
مواجهة الخضر لألمانيا تختلف كثيراً هذه المرة، حيث إن المباراة في الأدوار النهائية للبطولة ولا تقبل القسمة على اثنين، وبالتالي لن يكون هناك مجال لمؤامرات من أطراف أخرى، فإما أن يفوز محاربو الصحراء ويكرروا إنجاز خيخون وإما أن يودعوا البطولة.
فهل يتمكن رفاق القائد "مجيد بوقرة" من الثأر من الألمان ورد الاعتبار للجزائر بعد 32 عاماً، وتحقيق إنجاز تاريخي للكرة الجزائرية والعربية؟