يحذِّر الكاتب الصحفي خلف الحربي من تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش"، مؤكداً أن السيناريو الأسود هو وصول هذا التنظيم الإرهابي إلى المملكة -حفظها الله- وراسماً صورة سوداوية لعناصره وهي تقتل الناس في الشارع، وتنشر الخراب كما يحدث الآن في العراق وسوريا. وفي مقاله "داعش في بيتك!" بصحيفة "عكاظ" يقول "الحربي": "تخيل لو تأملت المشهد من نافذة بيتك فوجدت مقاتلين يتجولون في الشارع، وقد قتلوا ثلاثة من جيرانك، وبطحوا بقية المارة في منتصف الطريق، بالتأكيد سيكون مثل هذا المشهد خبراً مفرحاً لأشقائنا في قناة الجزيرة، ولكنه لن يكون خبراً مفرحاً بالنسبة لك؛ لأنك سوف تدرك متأخراً أن وطنك قد حان دوره في مجازر ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد".
ويضيف "الحربي": "قد ينجح أثرياء الحي في الهروب بأولادهم وزوجاتهم إلى أوروبا، وستبقى أنت في هذا الخراب لا تملك عملاً مفيداً تقوم به سوى المشاركة في تشييع القتلى من جيرانك وأبناء عمومتك في كل يوم، وتحرص على حضور أكبر قدر ممكن من هذه الجنائز؛ كي لا يغيب الناس عن تشييع أولادك حين تقتحم قذيفة آر بي جي شقتك المستأجرة.. يومها لن ينفعك الحديث عن المؤامرة الدولية الدنيئة التي شارك فيها بعض أشقائك العرب، وتورط فيها بعض أبناء جلدتك بوعي أو دون وعي، سوف تتذكر حماقاتك التي كنت تنثرها على شبكة الإنترنت، حين كنت تعلق بحماسة منقطعة النظير على الصراعات الدامية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتدرك أن الصورة مختلفة تماماً حين يتحوَّل الشارع الذي تسكن فيه إلى مصدر للأخبار العاجلة في نشرات الأخبار!
ومثلك مثل كل العراقيين والسوريين واليمنيين سوف تكتشف أن كل الأطراف مسؤولة عن خراب بيتك: أمريكا، دول الجوار، الحكومة، الجماعات المتطرفة، إسرائيل، التعصب الطائفي والقبلي، قناة الجزيرة.. إلخ، ولكن كل هذه الاكتشافات لن يكون لها أي قيمة؛ لأنك ستجد نفسك أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما أن تنضم إلى أحد أطراف الصراع وتشارك في قتل أهلك وناسك، وإما أن تبحث عن خيمة في معسكرات اللاجئين وتوزع أولادك في طوابير المساعدات الإنسانية".
ويتساءل الكاتب محذراً: "هل تظن هذا السيناريو الأسود بعيداً جداً ويحتوي على قدر كبير من المبالغة؟، إذا كانت الإجابة بنعم فتأكد أن أغلبية الناس في الدول العربية التي تعيش صراعات دامية كانوا يحملون الدرجة ذاتها من الاطمئنان، حتى دارت عجلة التاريخ فوق رؤوسهم وتحولوا هم وجيرانهم إلى مجرد أرقام لا قيمة لها في أخبار وكالات الأنباء التي تذكر أعداد القتلى والمصابين دون أن تهتم بكون كل واحد من هؤلاء القتلى له أولاد وأحلام مؤجلة".
ويضيف "الحربي": "هكذا هي دورة الأيام، وهكذا تنقلب الأحوال في الدول التي لا يعي أهلها أن الحرائق التي تشتعل في بيوت الجيران يمكن أن تمتد إليهم، وهكذا يمكن أن تعاقب نفسك حين تتأمل مشاهد الفيديو لشباب من أبناء جلدتك يتباهون بانضمامهم لداعش دون أن تدرك أن هؤلاء يمكن أن يطرقوا باب بيتك في يوم من الأيام".
وينهي الكاتب داعياً الله أن يجنِّب المملكة مصير الدول التي ضربتها "داعش"، ويقول: "نسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذا الوطن المبارك وأرضه الطاهرة وأهله الكرام الطيبين من شرور الحاقدين، ويحميه من مكائد الأعداء وخناجر الأشقاء، ومن جنون الأبناء التائهين، وأدام عليه نعمة الأمن والأمان".