بينت دراسة علمية أجراها مركز "رؤية للدراسات الاجتماعية" أن أهم الأولويات التي تشغل تفكير الفتاه السعودية الجامعية من عمر 18-28 قضاء وقت الفراغ بمشاهدة المسلسلات وعلى الإنترنت، ويخشين البطالة وتأخر الزواج. جاء ذلك في سياق الدراسة التي أجريت لمعرفة التصورات الذهنية المختلفة، حول عدد من الموضوعات والقضايا الحياتية التي توليها اهتماماً، وتأتي ضمن أولى أولوياتها والتعرف على أهم القضايا العربية والإسلامية التي تشغل تفكيرها وكذلك الكشف عن تصورات الفتاة حول مستقبل المجتمع السعودي، ومدى رضاها عن نفسها وأولوياتها في قضاء وقت الفراغ والتعرف على معوقات زواج الفتاة، ومواصفات شريك الحياة من وجهة نظهرها.
وفي بداية الاستطلاع قام المركز بتطبيق استمارة استبيانية على عينة عشوائية طبقية قوامها (1500) مفردة بواقع (300) مفردة لكل منطقة من مناطق المملكة الخمس (الشرقية، الغربية، الشمالية، الجنوبية، الوسطى)، ووزعت العينة توزيعاً جغرافياً ممثلاً لمختلف مناطق المملكة، حيث اختيرت مدينتان في كل منطقة لجمع البيانات من جامعاتها، وقد مثّل المنطقة الجنوبية نجران وأبها، والمنطقة الشرقيةالدمام وحفر الباطن، والمنطقة الوسطى الرياض والقصيم، أما المنطقة الشمالية فمثلتها حائل وعرعر، في حين مثّلت جدة ومكة المكرمة المنطقة الغربية. وتم جمع البيانات عن طريق توزيع الاستبانات، وتصنيف البيانات الكمية والكيفية ومراجعتها وتطبيق عملية التحليل الإحصائي باستخدام برنامج الحزم الإحصائية (spss).
وأسفر الاستطلاع عن عدة نتائج، يمكن حصرها فيما يأتي:
(78.8%) من العينة يعشن مع والديهن وهذا يشير إلى التماسك والاستقرار الأسري للمجتمع السعودي، و(88.8%) من العينة يواصلن تعليمهن الجامعي بدون انقطاع، (55.6%) من العينة يرين أنَّ مواصلة التعليم أولى الأولويات، تليها القضايا العربية والإسلامية بنسبة (35.2%) ثم فرص العمل بنسبة (34.3%)، وأخيراً الإفادة من وقت الفراغ بنسبة (24.1%) من أفراد العينة، لم تأتِ الإفادة من وقت الفراغ ضمن الأولويات المهمة للفتاة السعودية الجامعية، (49.6%) من أفراد العينة يفضلن أن يكون شريك الحياة (الزوج) من الأقارب، مقابل (41.3%) يفضلنه من غير الأقارب.
كما أن (41.1%) من أفراد العينة يفضلن الزوج من أسرة غنية، (35.5%) من أفراد العينة يفضلن أن يعمل شريك الحياة (الزوج) بالحكومة، مقابل (31.1%) يفضلنه يعمل بالقطاع الخاص، (38.1%) من أفراد العينة ترى أن معوقات زواج الفتيات تتمثل في الرغبة في مواصلة الدراسة الجامعية، يليها غلاء المهور بنسبة (34.8%)، وعدم اشتغال المتقدم بالعمل المرغوب (31.5%)،وأخيراً تأخر زواج الأخت الكبرى (27.2%).
وجاء (42.9%) من أفراد العينة يفضلن قضاء وقت فراغهن على الإنترنت، حيث جاء الإنترنت في مقدمة الأولويات بالنسبة للفتاة الجامعية في قضاء وقت الفراغ، تليها ممارسة العمل التطوعي بنسبة (40%)، وجاءت قراءة الكتب أقل النسب في قضاء وقت الفراغ بنسبة (24.6%).
فيما كانت أكثر البرامج التي تشاهدها الفتاة السعودية هي المسلسلات بنسبة (38%) من أفراد العينة، تليها الأفلام العربية بنسبة (32.9%)،ثم برامج الطفل والأسرة، بنسبة (29.8%)، أما أقل البرامج مشاهدة فهي الأفلام الأجنبية (21.2%)، (48.4%) من أفراد العينة من الفتيات الجامعيات راضيات عن أنفسهن، مقابل (13.4%) غير راضيات، ونسبة المتشائمات بينهن وصلت إلى (4.2%).
ورأى (32.8%) من أفراد العينة أنَّ الإرهاب أهم مشكلة مجتمعية تواجه المجتمع السعودي، تليه قضية البطالة بنسبة (31.1 %)، كما احتلت مشكلة الرشوة والمخدرات الترتيب الخامس والسادس على التوالي بنسب متقاربة، حيث جاءت الأولى بنسبة (26.8%) والثانية بنسبة (26.4%).
وجاءت قضية ارتفاع الأسعار في نهاية ترتيب الفتاة الجامعية لمشكلات وقضايا المجتمع السعودي بنسبة (22.5%)، (84.1%) من العينة يرين أنَّ قضية فلسطين أهم القضايا العربية والإسلامية، يليها قضايا العراق بنسبة (58.5%) والسودان بنسبة (45.4%) وأفغانستان بنسبة (29.8%) وأخيراً لبنان بنسبة(29.7%)، (26.2%) من أفراد العينة يرين أنَّ واقع الفتاة السعودية جيد.
وخرج المركز بعدة توصيات منها: وضع خطط إستراتيجية مستقبلية تعنى بالشباب (ذكوراً وإناثاً) تكون ذات آليات واضحة، وتفعيل تنفيذها. والإفادة من الأنشطة التي تقدمها "رعاية الشباب"، ووضع السياسات الشبابية، والاهتمام بها وفق رؤية وطنية شاملة، والعمل على استثمار وقت فراغ الشباب (ذكوراً وإناثاً) وتوظيفه بصورة مثلَى من خلال إقامة مراكز وأندية تتنوع مناشطها ما بين مناشط اجتماعية، وثقافية وترفيهية، ورياضية، وعلمية...إلخ؛ تراعي العادات والتقاليد الدينية وأخلاق المجتمع السعودي.
كما أوصى بالترغيب في الزواج والتيسير على الشباب فيما يتعلق بالتكلفة المادية لمتطلبات الزواج وعدم المغالاة في المهور والتجهيزات غير الأساسية والتصدي بالدراسات الجادة لقضايا الإرهاب، والمخدرات، والواسطة، والعمل على كافة المستويات للقضاء عليها فكرياً وأمنياً، لما يستشعره الشباب السعودي من خطر نتيجة تلك القضايا.
وطالب بإيجاد فرص عمل للشباب السعودي (ذكوراً وإناثاً) ومحاصرة البطالة، لما لها من آثار اجتماعية ونفسية سلبية، وتوفير الدورات التدريبية والتأهيلية لمواكبة سوق العمل، وسد العجز في كافة المجالات العلمية والفنية والتقنية، لقيادة عجلة التنمية والتقدم.
وشددت التوصيات على إقامة ندوات وبرامج تثقيفية بأهم القضايا الداخلية والخارجية، مع تحليل أسبابها ونتائجها، والتعرض لمشكلات الشباب الحياتية وطرح الحلول لها.