أكّد الرئيس باراك أوباما الخميس أن فريقه يدرس جميع الخيارات فيما يتعلق باندلاع العنف في العراق والتقدم الخاطف للمسلحين الإسلاميين في اتجاه العاصمة بغداد. وفي التفاصيل، صرّح أوباما، خلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي توني إيوت سيحتاج العراق إلى مساعدة إضافية من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، وأضاف أن فريقنا للأمن القومي يدرس جميع الخيارات لا استبعد شيئاً. وتابع أوباما الرهان هنا هو ضمان ألا يستقر الإسلاميون المتشددون بشكلٍ دائم في العراق أو في سورية أيضاً، ويحث بعض النواب الأمريكيين أوباما على السماح بغارات جوية دعماً للجيش العراقي ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين. وأكّد أوباما من جهة أخرى أنه أبلغ مباشرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقلقه بشأن نقص التعاون السياسي داخل البلاد.وقال بأمانة في السنوات الماضية لم نر ثقة حقيقية وتعاوناً يتطوران بين القادة المعتدلين من السنة والشيعة في داخل العراق. وأضاف هذا يفسر جزئياً ضعف الدولة ولهذا تأثير على القدرة العسكرية للبلاد، معتبراً أن عنف الأيام الأخيرة يجب أن يشكل ناقوس خطر للحكومة العراقية.في إشارة إلى طائفية المالكي وحكومته. من جهة ثانية انتفض الجمهوريون على النتائج الكارثية التي منيت بها السياسة الخارجية الأمريكية مطالبين بإقالة فريق الأمن القومي بالكامل . وانتقد نواب جمهوريون الخميس الرئيس باراك أوباما بعد التقدم العسكري، الذي أحرزه أخيراً تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منددين بانسحاب القوات الأمريكية السابق لأوانه في ديسمبر 2011. . وبحسب الفوكس نيوز الأمريكية فقد حذّر النواب الجمهوريون بأن 11 سبتمبر قادمة في الطريق محملين إدارة أوباما المسؤولية عن انهيار الأوضاع في العراق . وقال السناتور غراهم بول إن على أوباما ان يلقي خطاباً للأمة يتحدث فيه عن العراق، مشيراً إلى أن 11 سبتمبر آخر في الطريق وهي في طور الإعداد . وأشار جون بويهنير رئيس مجلس النواب إلى أن عدم تفاوض إدارة أوباما بشأن اتفاق تحديد الوضع القانوني للقوات الأمريكية في العراق لا يزال له انعكاسات خطرة على المصالح الأمريكية في المنطقة. وأضاف أن فشل السياسة الأمريكية في سورية وليبيا ومصر وغياب استراتيجية أوسع للشرق الأوسط لديه تأثير مباشر على الوضع في العراق. مضيفاً العراق الآن يتعرض للانهيار . وتابع أن الإرهابيين على بعد مائة ميل من بغداد وماذا يفعل الرئيس؟ إنه في قيلولة، داعياً إلى زيادة المساعدة الفنية لكنه تحفظ عن إبداء موقفه بشأن جدوى تنفيذ غارات جوية أمريكية مباشرة. ودعا السيناتور الجمهوري جون ماكين، من جهته الرئيس الأمريكي إلى تغيير فريق أمنه القومي وإقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة الحالي بسبب فشل السياسة الأمريكية في العراق, على حد تعبيره. وأعرب ماكين في خطاب في مجلس الشيوخ الخميس عن غضبه من سياسة الإدارة الأمريكية في العراق قائلاً إنها أدت إلى تدهور الأوضاع بشكلٍ كبير في المنطقة محذّراً من تكرار السيناريو نفسه في أفغانستان. وأضاف أن داعش أكبر مجموعة راديكالية ومتشددة اليوم وكل ساعة تمر تتضاءل فيها الخيارات، مشيراً إلى أن المتشددين السنة يزحفون في اتجاه بغداد. وأكّد ضرورة تغيير رئيس هيئة الأركان المشتركة الحالي ومستشارة الأمن القومي وتشكيل فريق جديد يفهم مصالح الولاياتالمتحدة القومية أكثر من السياسة. من جهة أخرى قال الجنرال جاك كين نائب قائد الجيش السابق والمحلل العسكري لفوكس نيوز، الإدارة الأمريكية لم تضع جهداً كافياً في تشكيل استراتيجية شاملة للدخول في شراكات مع الحكومات في المنطقة تقوم على تقاسم المعلومات الاستخباراتية ومحاربة المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة. مضيفاً أن الإدارة الأمريكية نجحت في قتل قادة القاعدة في باكستان لكن في حقيقة الأمر القاعدة تتوسع وتتكاثر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا . وكان مشرعون قد هاجموا النهج الطائفي الذي قاده نوري المالكي لاستعداء السنة وتأجيج التوترات وهو ما أدى إلى استغلال المتشددين من السنة لهذه الأوضاع وتعميقها . ودلك بحسب الفوكس نيوز . من ناحية أخرى، نفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية علمها بوجود قوات إيرانية في العراق، حيث قالت إنها لا تستطيع تأكيد وجود قيادات إيرانية في العراق . وعلى الأرض وفي العراق أحكم المسلحون سيطرتهم على قرية عرب جبور في ناحية المقدادية بديالى شرق بغداد بعد أن سيطروا أمس على ناحية السعدية والخالص في المحافظة نفسها. وتحدثت مصادر عراقية موثوقة عن تصدي المسلحين من العشائر لموكب عسكري كبير في الأسحاقي قادمة من بغداد واعتقلوا 38 جندياً عراقياً . من جهة أخرى اختطفت الميليشيات الشيعية 10 مواطنين من أهالي مركز قضاء المحمودية جنوببغداد واقتادهم إلى جهة مجهولة . وفي السياق نفسه تواترت الأنباء عن انسحابات كبيرة للميليشيات العراقية من سورية بحسب مصادر إعلامية وعراقية . ونشرت تقارير عن خروج كبير لقادة الحرس الثوري في سورية واتجاههم إلى العراق لإدراك ما يمكن إدراكه من العراق. وتحدثت مصادر عن قلق كبير واستنزاف تعيشه إيران من الوضع في سورية وتفجر الأوضاع في العراق، مستبعدة تدخل عسكري إيراني مباشر وتوقعت أن تعمد إيران إلى تأسيس قوات دفاع وطني شيعية تكون مهمتها مساندة الجيش والقوات العراقية .