تقام مساء اليوم الجمعة وفجر السبت ثلاث مباريات في اليوم الثاني لمونديال البرازيل 2014، حيث يلتقي المكسيك بنظيره الكاميرون عند الساعة السابعة مساءً، ويتقابل إسبانيا وهولندا في قمة كروية منتظرة عند الساعة العاشرة مساءً، وتختتم المباريات بمواجهة تشيليوأستراليا عند الساعة الواحدة فجراً. المكسيك x الكاميرون تتنافس المكسيكوالكاميرون على لقب المنتخب صاحب الحظ الأكبر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكن سيخوض الفريقان تجربة جديدة في المجموعة الأولى لمعرفة إن كان بوسع أحدهما الخروج بالانتصار اليوم الجمعة. ونجت المكسيك بصعوبة من الإخفاق في التأهل لكأس العالم عندما استفادت من فوز قرب النهاية للولايات المتحدة على بنما العام الماضي ليتأهل الفريق لمواجهة فاصلة مع نيوزيلندا ويضمن التأهل بعد ذلك للنهائيات للمرة السادسة على التوالي. وتطور مستوى المكسيك بوضوح تحت قيادة ميجيل هيريرا الذي أصبح رابع مدرب للفريق منذ سبتمبر أيلول الماضي ولذلك ينتظر البعض ظهوره بشكل قوي في ظل سفر أعداد من الجماهير خلفه إلى البرازيل لمساندته. ولم تكن الكاميرون قوية بما يكفي خلال تصفيات كأس العالم واحتاجت إلى اعتبارها فائزة 2-صفر على توجو بعدما أشرك الفريق المنافس لاعباً بشكل غير قانوني لتتمكن من التأهل للدور الحاسم. وتفوقت الكاميرون 4-1 على تونس في مجموع مباراتي الدور الحاسم لتتأهل لكأس العالم للمرة السادسة في آخر سبع بطولات كما أن التعادل 2-2 مع ألمانيا في لقاء ودي الأسبوع الماضي منح بعض الأمل لمدرب الفريق فولكر فينكه على الظهور بشكل قوي في البرازيل. لكن الأمور ليست بهذه السهولة في الكاميرون إذ تأخر سفر الفريق إلى البرازيل لنحو 12 ساعة يوم الاثنين الماضي بعدما هدد اللاعبون بالدخول في إضراب بسبب رغبتهم في الحصول على مستحقات مالية إضافية وحدثت مفاوضات قبل التوصل لحل للأزمة. ويبدو هناك فوارق في المستوى بين صمويل إيتو قائد الكاميرون وبين الكثير من زملائه لكن المهاجم البالغ عمره 33 عاماً يبقى مهاجماً خطيراً وسيأمل السير على خطى مواطنه روجيه ميلا الذي تألق رغم تقدمه في العمر خلال كأس العالم 1990 في إيطاليا. وخلال هذه البطولة السابقة بلغت الكاميرون دور الثمانية في آخر مرة تجتاز فيها الدور الأول لكنها ستحاول في البرازيل أن تحقق فقط فوزها الثاني في كأس العالم في 24 عاماً. ويبدو هيريرا مرشحاً للإبقاء على خافيير هرنانديز مهاجم مانشستر يونايتد وثالث هدافي المكسيك على مدار تاريخها على مقاعد البدلاء بينما سيدفع بالثنائي أوريبي بيرالتا وجيوفاني دوس سانتوس. ومن المتوقع أن تحظى المكسيك بتشجيع من أغلبية المشجعين الموجودين في الملعب البالغ سعته نحو 40 ألف متفرج. وتحلم هذه الجماهير الكبيرة بالتأهل لدور الثمانية في كأس العالم لأول مرة منذ أن استضافت المكسيك البطولة في 1986 لكن الهزيمة أمام الكاميرون من شأنها أن تبعد الفريق عن اجتياز دور المجموعات لأول مرة منذ 1978.
إسبانيا x هولندا تلتقي حاملة اللقب إسبانيا مع وصيفتها هولندا اليوم الجمعة في تجربة مكررة لنهائي مونديال 2010 بجنوب إفريقيا ضمن منافسات المجموعة الثانية بالبطولة. وتسعى كل من إسبانيا وهولندا لتحقيق بداية قوية في مجموعتهما الصعبة، التي لا يستعبد حصانها الأسود تشيلي من تفجير مفاجأة فيها والتأهل لدور ال16 على حساب إحدى العملاقين الأوروبيين. ورغم أن الأنظار ستتجه اليوم إلى مباراة إسبانيا وهولندا لمتابعة محاولة هذه الأخيرة للثأر لهزيمتها في نهائي مونديال جنوب إفريقيا، فقد أكد جناح المنتخب الهولندي أريين روبين أن فريقه لا يفكر في هذا الأمر، معتبراً أن المنتخب الهولندي لا يمكنه أن يثأر لهذه الهزيمة إلا في مباراة نهائية أخرى. وبعدما أحرزت لقب بطولة الأمم الأوروبية مرتين متتاليتين، تسعى إسبانيا لتكرار الإنجاز نفسه على مستوى بطولة كأس العالم. ولكن من المتوقع أن يعتمد لويس فان جال مدرب هولندا على طريقة أكثر حرصاً من الناحية الدفاعية في اللعب اليوم، وإن كان فيسينتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا أبدى استعداد فريقه لحل أي مشكلة تواجهه مع أي خصم دفاعي. وتلقى المنتخب الإسباني دفعة معنوية كبيرة بتماثل مهاجمه دييجو كوستا للشفاء بعدما قلصت الإصابة من مشاركات اللاعب مع ناديه الإسباني أتلتيكو مدريد في نهاية الموسم المنصرم حديثاً.
ويوجد لدى فان جال فريق كامل العدد ليختار تشكيله المفضل، فقد استأنف روبين فان بيرسي وداريل جامات تدريباتهما مع الفريق بشكل طبيعي بعد الحادث الذي أصابهما بالرعب يوم الاثنين الماضي عندما اصطدم بهما شخص أثناء ممارسته رياضة ركوب الأمواج بالمظلة الشراعية على شاطئ إيبانيما بمدينة ريو دي جانيرو. كما تعافى جوناثان دي جوزمان من إصابته بشد في أربطة الساق وسينافس بالتأكيد على مكان بخط الوسط الهولندي إلى جانب نايجل دي يونج وويسلي شنايدر.
تشيلي x أستراليا يعود المنتخبان الأسترالي والتشيلي بالذاكرة إلى عام 1974 وذلك عندما يتواجهان اليوم على ملعب «ارينا بانتانال» في كويابا خلال الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية للدور الأول من مونديال البرازيل 2014. وتواجه الفريقان مرة واحدة سابقاً على الصعيد الرسمي وكانت في الدور الأول من مونديال ألمانيا الغربية عام 1974 عندما تعادلا صفر - صفر في الجولة الأخيرة ما تسبب بخروجهما معاً من المجموعة الأولى التي حجزت بطاقتيها ألمانيا الغربية وجارتها الشرقية التي تصدرت المجموعة ب5 نقاط بعد فوزها على القيصر فرانتس بكنباور ورفاقه 1 - صفر في اليوم الأخير. وقد يعيش المنتخبان الأسترالي والتشيلي التجربة نفسها بعد 40 عاماً إذ وقعا في مجموعة تضم إسبانيا حاملة اللقب وهولندا وصيفتها، ما يجعل مهمتهما في الحصول على البطاقتين أو إحداهما صعبة للغاية. وشارك ستة لاعبين فقط في مونديال 2010 هم كاهيل ومارك ميليغان (ملبورن فيكتوري) ومارك بريشيانو (الغرافة القطري)، وهؤلاء الثلاثة شاركوا أيضاً في مونديال 2006، والقائد مايل جيديناك (كريستال بالاس الانكليزي) والحارس الثالث يوجين غاليكوفيتش (اديلاييد) وداريو فيدوزيتش (سيون السويسري). ويعول مدرب منتخب تشيلي الأرجنتيني خورخي سامباولي على مهاجم برشلونة الإسباني اليكسيس سانشيز الذي أكد أنه لم يكن ليشارك في مونديال البرازيل لو لم يكن واثقاً من أن بلاده تملك فرصة الفوز باللقب العالمي للمرة الأولى. ومن المتوقع أن يفتقد المنتخب التشيلي في المباراة إلى نجم وسط يوفنتوس الإيطالي ارتورو فيدال بسبب تعرضه إلى التهاب جراء الجراحة التي خضع لها في ركبته الشهر الماضي.