تجمهر عدد من المارة بمحافظة صبيا الليلة على منظر غير مألوف؛ إذ شوهد ثلاثة أطفال دون العاشرة وهم في حالة إعياء، وقد غادرتهم براءة الطفولة ومرح الصغار، وهم في حالة تعب شديد وانفصال عن الواقع المزدحم حولهم. وفي التفاصيل، وصف المعلم "فوزي خواجي"، وهو شاهد عيان، ل"سبق" الموقف بقوله: مع مروي عند كوبري صبيا لفت انتباهي تجمع وتجمهر مجموعة من الناس؛ فظننت في البداية أنه حادث مروري؛ فاقتربت لأصعق بهذا المشهد المؤلم. إنه ثلاثة أطفال صغار، بنت وولدان، أعمارهم بين السادسة والثامنة، وهم في حالة شديدة من الإعياء والتعب، لدرجة أن الشقيقين كانا يغطان في نوم عميق في انفصال تام عن الواقع المزدحم من حولهم، الذي يضج بالحركة والمرور والسيارات. وتابع الخواجي: بوجود دورتين للأمن إلا أنهم اكتفوا مع المتجمهرين بالتحديق وطرح التساؤلات، وقد ارتسمت على وجوههم علامات التعجب والاستفهام عن حال هؤلاء الأبرياء!؟ ويضيف: إلا أنني تقدمت وبادرت بالحديث مع الطفل الكبير، وسألت: من أين أنتم؟ فأخبرني بأنهم من إحدى القرى عند ضمد، وذكر اسم والده. ويواصل شاهد العيان حديثه: لقد أغاظني الموقف السلبي من رجال الدورية الأمنية، وسألتهم لماذا لا تحضرون سيارة إسعاف لهم، أو تضعونهم على الأقل بسيارة الدورية لمنع تدفق المتجمهرين هؤلاء؟ وتمت تهدئة الأطفال وطمأنتهم، وإحضار بعض العصيرات والمأكولات الخفيفة لهم، ولاسيما أنهم منذ 5 ساعات تقريباً على حالتهم، بعد أن ألقاهم والدهم وتخلى عنهم متجرداً من إنسانيته وأبوَّته. ويضيف خواجي: عندما توصلنا لعم هؤلاء الأطفال (شقيق والدهم) لم نتوقع ردة فعله التي كانت هادئة جداً، ولا تعبر عن الموقف؛ إذ قال لنا بكل برود: "نعم هؤلاء عيال أخوي إيش فيهم"! مشيراً إلى أن شقيقه (والد الأطفال) يعاني حالة نفسية، وليست هذه المرة الأولى التي يلقي فيها بهم بهذه الطريقة! وعبَّر المعلم خواجي عن خشيته وقلقه على مصير هؤلاء الأطفال، داعياً الجهات المختصة لرعايتهم وتوفير محضن آمن لهم.