تعيش بيوت الرحمن في مختلف مناطق المملكة منذ غرة شهر شعبان على غرار كل سنة استعدادات لاستقبال شهر رمضان، وذلك بطلاء الجدران، وتغيير فرش الأرضيات، وتركيب المصابيح والثريات. ويقوم بهذه الاستعدادات عدد من فاعلي الخير والجماعات التطوعية، وبإشراف من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بما يتناسب مع مكانة الشهر الفضيل منذ حلول شهر شعبان، وذلك من خلال التعاون مع أئمتها الذين حرصوا على التأكد من جاهزيتها لاستقبال المصلين، والتأكد من نظافتها وتوفير احتياجات المصلين؛ لجعلها أكثر راحة.
وتولي الحكومة السعودية عناية خاصة بالمساجد خلال شهر رمضان، كما تقام فيها العديد من الفعاليات والبرامج الخاصة بشهر رمضان؛ محورها السيرة النبوية، وسير الصحابة الكرام، وأحكام الفقه، والتفسير، وتلاوة القرآن، وغير ذلك من المسابقات والمشاركات والفعاليات الرمضانية.
أما عن الاستعدادات فأكد عدد من الأئمة أن هذه المبادرة التي يقوم بها العديد من فاعلي الخير جلبت العديد من المساعدات، تمثلت في مساعدات قدَّمها جمع مهم من المواطنين خاصة الشباب منهم، في عمليات التنظيف والتهيئة، التي تزامنت بدورها مع فترة العطلة الصيفية، وكذا بعض الصدقات كالمصاحف والسجادات، فيما يقوم عدد من الأهالي بتطييب المساجد التي تقع في الأحياء التي يسكنونها وتزيينها، وتهيئتها لاستقبال الأفواج المتنامية للمصلين خاصة في صلاة التراويح، وتجديد أجهزتها السمعية والصوتية.
فيما بيَّن إمام جامع بابقي الشيخ إبراهيم مصلح شعبي، أن الاستعداد لاستقبال جموع المصلين يكون بعدة طرق، بداية من إعادة غسل وتنظيف فرش المسجد وطلاء جدرانه، وتطهيره وصيانة دورات المياه، كما يتم تبخيره بمختلف أنواع العود والطيب بشكل يومي، خاصة قبل صلاة التراويح، طيلة أيام شهر رمضان.
وأشار "شعبي" إلى أن هناك استعداداً نفسياً أيضاً يحرص الأئمة على القيام به قبل دخول شهر رمضان، حيث يحرص أئمة المساجد في آخر جمعتين من شعبان على تهيئة المصلين وتحفيزهم، من خلال الخطب الطيبة والأحاديث النبوية؛ لحثهم على اغتنام الشهر الفضيل والتنافس فيه؛ لأداء الصلاة والأعمال الخيرية وختم القرآن.
وبيَّن أن هذه العادات الجميلة من تزيين المساجد وتطييبها وإعدادها لاستقبال عباد الرحمن ولصلاة التراويح، تناسب أصول الاستعداد لشهر رمضان.
كما دعا إمام الجامع الكبير أحمد الحكمي، إلى استغلال التجمع الرمضاني الذي يحدث في المساجد باستضافة العلماء والمشايخ المعروفين بعقيدتهم الصحيحة؛ لإلقاء كلمات ومواعظ للمصلين، لا سيما أن الناس لديهم إقبال كبير على المساجد خلال شهر رمضان، فيجب أن نستغلها لإعطاء جرعات إيمانية للمصلين بعد التراويح، ولو لمدة خمس دقائق.
"سبق" التقت مجموعة من المتطوعين الشباب الذين يمثلون فريق "مثاقيل الذر" التطوعي للعناية ببيوت الرحمن، حيث أوضح المشرف على الفريق توفيق عقيل أن الفريق يقوم بعدة نشاطات، مثل تنظيف وتعطير المساجد من الداخل، وصيانة الأدوات الكهربائية وتغيير التالف منها، وغسيل مكيفات المساجد، وإبادة الحشرات الضارة، وتنظيف دورات المياه ووضع المطهرات والروائح، كما يتم تغطية نوافذ المساجد بالستائر أو اللاصق حسب الاستطاعة.
فيما أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، بتهيئة المساجد في الشهر الكريم للمصلين؛ ليؤدوا عبادتهم في جو من الخشوع والسكينة والراحة.
ووفقاً لتوجيهات الوزير رئيس اللجنة العليا للعناية بالمساجد ومنتسبيها الشيخ صالح آل الشيخ، فقد أصدر وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري تعاميم موجهة إلى مديري عموم فروع الوزارة، في مختلف مناطق المملكة، تضمَّنت مراعاة التقيد بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى، وأن يكون أذان صلاة العشاء بعد أذان صلاة المغرب بساعتين؛ عملاً بتقويم أم القرى، وعدم السماح لأحد من الأئمة والمؤذنين والخدم بالتغيُّب عن المساجد خلال شهر رمضان المبارك وبخاصة العشر الأواخر منه، إلا للضرورة القصوى، بعد تكليف من يقوم بعمله مدة غيابه، وفتح المساجد طوال اليوم حتى انتهاء صلاة القيام، ومتابعة خدم المساجد وعمال الصيانة، إلى جانب سرعة فحص أجهزة التكييف والإنارة وعمل صيانة لها.
فيما شددت التعاميم على مراعاة ألا يتم البدء بصلاة التراويح في أول ليلة من رمضان، حتى يُعلن رسمياً عن دخول شهر رمضان، والتنبيه على الأئمة بالاقتصار في دعاء القنوت على جوامع الدعاء الواردة في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وتجنُّب الاعتداء في الدعاء، والسجع، أو الموعظة في القنوت أو الإطالة التي تشق على المصلين.