باشرت لجنة مُشكّلة من مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف، عملية إخضاع منزل بإحدى القرى التابعة لمركز أبو راكة جنوب المحافظة، لأخذ مسحات طبية من فتاة بالمرحلة الثانوية مع طفلة في الخامسة من عمرها، وخمسة من الأبناء الذكور؛ وذلك باعتبارهم مخالطين لسيدة 48 عاماً، كانت قد تأكدت إصابتها بفيروس "كورونا"، بعد الإعلان من قِبَل وزارة الصحة في أحد بياناتها الرسمية؛ إلا أن مسحتين طبيتين غير الأولى كانتا قد أُجريتا لها، وثبت خلوها من الفيروس دون أن تعود الوزارة لإعلان ذلك. السيدة المعنية بدأت قصتها مع الفيروس وفقاً لما ذكرته ابنتها -تحتفظ "سبق" باسمها- حيث تسكن في قرية "الخيالة" التابعة لمركز أبو راكة (جنوب شرق الطائف 130 كم)، على امتداد وادي ترب، وقالت: "قبل شهر ونصف شعرت والدتي بالزكام وما صاحبه من كحة شديدة إلى أن تماثلت للشفاء؛ على الرغم من أنها عانت منذ فترة من التهاب في الرئة، كذلك عانت من فشل كلوي منذ خمس سنوات، وإذا تأخرت في الغسيل تزيد متاعبها".
وأشارت إلى أن والدها في التسعينيات من عمره "ضرير"، ودائماً ما تصيبه الجلطات، ولم يرزق الله سبحانه والدتها بالأبناء الذكور؛ حيث كانت قد اتفقت مع سائق مركبة يتولى نقلها لمركز غسيل الكلى في محافظة تربة، والواقع على مسافة 50 كم.
وأكدت أنها -وقبل عشرة أيام تقريباً- كانت قد تعبت وتعرّضت لسخونة حادة أثناء أيام قيامها بالغسيل الكلوي؛ حينها شُخّصت حالتها مبدئياً لدى مستشفى تربة العام بالتهاب حادّ في الصدر؛ ما يعني الاشتباه بفيروس "كورونا"، وحوّلت منه إلى مستشفى الملك فيصل يوم الثلاثاء قبل الماضي؛ حينها قاموا بعزلها يوم الأربعاء في العناية المركزة.
وبيّنت أن المستشفى أخذت منها مسحة طبية في المرة الأولى، وجاءت النتيجة إيجابية؛ ما يعني أنها مصابة بفيروس "كورونا"؛ لتخرج بعد ذلك لجنة مشكّلة من الشؤون الصحية لقرية الخيالة (مقر سكنها)، ويتم أخذ مسحات طبية من ابنتها التي تدرس في الصف الثالث الثانوي، كذلك طفلتها في الخامسة من عمرها (المتبقيات لديها بعد زواج الأخريات)، كما تم أخذ مسحات طبية من ابن زوجها وأولاده الذكور الخمسة، الذين كانوا يخالطونها في المنزل وكل من يدخل عليها حتى الآن.
وجرى إخراجها من العزل ليل الأحد الماضي؛ لإجراء غسيل كلوي، ثم عُمِل لها مسحة طبية ثانية، وجاءت النتيجة سلبية؛ ما يعني عدم إصابتها بالفيروس، ثم تكررت المسحة للمرة الثالثة وأثبتت عدم إصابتها بالفيروس، وربما أنها شفيت منه بحمد الله.
ولا تزال السيدة منوّمة بمستشفى الملك فيصل بالطائف، وسط مطالبات من ابنتها التي دائماً ما تحرص على زيارتها، بأن يتم نقلها لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي لقربه من وحدة غسيل الكلى.
وأكدت أن المستشفى المنوّمة فيه حالياً يفتقد لمثل هذه الإمكانات، وأنهم يقومون باستدعاء طبيب لديهم من مستشفى الملك عبدالعزيز لإجراء الغسيل لها، ما يزيد من متاعبها؛ إلا أن مشكلة "عدم وجود سرير" ظلّت عائقاً أمام انتقالها؛ في الوقت الذي ناشدت فيه ابنتها تلبية ذلك المطلب؛ حفاظاً على صحتها والعناية بها، وأنها أوْلى كحالة طارئة وثبوت عدم إصابتها بالفيروس بعد الإعلان عنه رسمياً.
وأكدت ابنتها أنه حتى الآن لم يُعمل لوالدتها غسيل كلى، والمشكلة تكمن في جهاز الغسيل المتعطل، وقالت: "هل يُعقل أن مستشفى يحمل اسم الملك فيصل، لا يوجد به إلا جهاز غسيل واحد لا يَعمل؟!"؛ مبينة أن والدتها تتعب وتدخل في مضاعفات أكثر في حال تأخر الغسيل لديها".
يُذكر أن وزارة الصحة كانت قد أصدرت بياناً عن ثبوت عدد من الإصابات في وقت سابق، كان من بينها تلك السيدة؛ حيث جاء نص البيان فيما يخصها "كما أصيبت امرأة تبلغ من العمر 48 سنة، تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وأمراض بالقلب وفشل كلوي، ظهرت عليها الأعراض التنفسية بتاريخ 10/ 5/ 2014، وأدخلت إلى مستشفى حكومي بتاريخ 13/ 5/ 2014، وحالتها مستقرة".