توفيت "غدير" ذات ال16 ربيعاً يوم أمس الساعة الثانية بعد منتصف الليل، إثر محاولات من قسم الطوارئ والعناية المركزة بالمستشفى لإسعافها دون جدوى، بعد أن وُجدت مشنوقة. وفي حوار "سبق" مع والدتها قالت السيدة "تالية حسين علي (أم عبدالرحمن): "بعد وفاة زوجي -رحمه الله- ترك خلفه ثلاثاً من البنات وولداً، حيث قامت أسرة زوجي بأخذ بناتي الثلاث للعيش في منزل جدهن في حي شمسان بأبها، وبقي معي ولدي عبدالرحمن؛ كونه صغيراً، وكانت غدير -رحمها الله- أكبر البنات، وأصغرهن (منار) عمرها 14 سنة". وتابعت: "لم يشاورني أحد في زواج غدير، وبعد زواجها كانت تزورني بشكل أسبوعي، ولم تشتك لي من سوء معاملة في بداية زواجها، وكانت تشتكي لأختها، ثم فوجئت قبل 3 أيام بامرأة تحضر ابنتي (غدير) بعد أن وجدتها تبكي في الشارع، واتصلت بزوجها لأبلغه أنها عندي، وسألته عن سبب منعه لها من زيارتي، ولم أسلمها له إلا بعد أن تعهد بعدم منعها من زيارتي، ثم جلست عندي مع زوجها إلى المساء، وخرجت مع زوجها برفقة أختها، واتجهوا إلى منزل أهل زوجها، وتم وضع غدير في غرفة السطح، وقام زوجها بضربها، حيث ظهر عليها آثار ركل في البطن والظهر، وأعاد لي ابنتي الصغيرة التي جاءت تحكي حالة عنف ضد (غدير)، وضرب تعرضت لها أختها أمام عينيها".
وأضافت: "وفي الصباح حاولت الاتجاه إلى منزل أهل زوج غدير، فوجدت سيارة الإسعاف أمام باب منزلهم، وهم ينقلون ابنتي بعد أن رأيت ضماداً معلقاً في رقبتها، وآثار خنق، وتم نقلها للمستشفى، حيث فشلت كافة الإجراءات في إنقاذ حياتها".
وطالبت الأم المسؤولين والجهات المعنية بأخذ حقها وحق ابنتها "غدير" من هذا الزوج الذي تزوج بست نساء قبلها، ولديه ثمانية من الأبناء، وقالت: "أنا أطالب بحق ابنتي اليتيمة؛ فوالدها قد جعلها وأختيها في ذمتي".
وتابعت: "تم أخذ أولادي بالقوة مني"، مضيفة "من 13 سنة وأنا أقاسي أمر العذاب من حال أخذ أولادي مني، وحرماني من قبيلة عدوان، ولا أملك كرت عائلة، وأطالب به لأنهم استذلوني بسبب كوني من قبيلة عدوان؛ كوني مستضعفة، ولا يوجد معي كرت عائلة أو هوية، على الرغم أني من مواليد أبها".
وختمت بقولها: "أناشد الجهات المختصة بتطبيق العقوبات ضد من تسبب في وفاة ابنتي، وأخذ حقي منه".
وكان مساعد الناطق الإعلامي باسم شرطة عسير، النقيب محمد مشبب الشهراني، قد أكد ل"سبق"، أن شرطة منطقة عسير تجري تحقيقاتها لكشف ملابسات وفاة فتاة مشنوقة في حي ذرة بأبها.
وقال "الشهراني": "مركز العمليات بشرطة عسير تلقى بلاغاً يفيد بحدوث حالة اختناق لامرأة متزوجة تبلغ من العمر 17 عاماً"، مضيفاً أنه "بعد الانتقال إلى الموقع تبين أنها تعرضت للشنق بربط الحبال في مروحة"، وأردف: "نقلت الفتاة إلى مستشفى عسير المركزي لتلقي العلاج، لكنها توفيت اليوم"، مشيراً إلى تحويل القضية إلى الجهات المختصة للتحقيق ومعرفة الملابسات.
وقالت مصادر: إن "الفتاة التي توفيت صباح اليوم كانت تتعرض لعنف أسري، وهي يتيمة ومتزوجة".