دشنت اللجنة التنفيذية لمبادرة "الله يعطيك خيرها"، والتي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، المخيم الشبابي التوعوي في شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز المعروف ب"التحلية" بمدينة الرياض، وحظيت مشاركة فريق التطوع بدعم كبير من قبل المارة الذي تهافتوا للحصول على البروشورات والهدايا التي قدمها فريق التطوع بمساعدة دوريات المرور، للسيارات والمارة في الشارع، وسط مشاركة غفيرة من الشباب والذين تقدر أعدادهم بالآلاف. وبدأت فعاليات المخيم مساء أمس السبت بلقاءات توعوية للمشرف على أعمال فريق التطوع وعضو اللجنة التنفيذية الشيخ خالد الغامدي، حيث قام بنصح الشباب وإرشادهم حول القيادة الآمنة وأهمية التقيد بالأنظمة والقوانين المرورية، ودورها في الحد من الحوادث والتخفيض من نسب الإعاقة الناجمة عنها، والحفاظ على أرواحهم؛ لكونهم عماد المستقبل.
وطالب "الغامدي" الشباب خلال لقاءاته بالابتعاد عن الممارسات السلبية وعدم استخدام الجوال أثناء القيادة، والالتزام بالسرعات المحددة؛ لكونها من أكثر المسببات للحوادث، متمنياً السلامة للجميع.
واستعرض "الغامدي" مع رواد شارع "التحلية" المقاطع التوعوية التي أعدتها شركة "أرامكو" السعودية نظير خبرتها الكبير في مجال السلامة المرورية، مشدداً على أهمية استخدام حزام الأمان؛ لما له من دور في حماية الأفراد ومرافقيهم لدى وقوع حادث مروري، مستشهداً بالعديد من الدراسات التي أثبتت فاعليته في حماية السائقين ومرافقيهم.
ودعا رئيس فريق التطوع الشباب لزيارة المخيم والذي تستمر فعالياته خلال الأيام القادمة والتعرف على أنشطته وما يقدمه للشباب، متمنياً منهم التسجيل ضمن فريق التطوع؛ لمواصلة العمل وبذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة للمبادرة، موجهاً الشكر لكل أعضاء فريق التطوع المشاركين والمسجلين على ما يبذلونه من جهد كبير يعكس مدى حبهم للوطن وسعيهم لتقديم كل ما يمكن تقديمه لحماية أبنائه.
من جهتها نظمت شركة "أرامكو" السعودية الراعي الرسمي للمبادرة عبر جناحها الخاص في المخيم، عدداً من المسابقات والأنشطة التفاعلية لزوار الشارع والتي لاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً من قبل المارة.
وقدمت "أرامكو" للفائزين بالمسابقات عدداً من الهدايا القيمة كأجهزة موبايل حديثة، وآيبادات، في سابقة هي الأولى من نوعها بفعالية عامة؛ حرصاً منها على توعية الشباب، وتحفيزهم للمشاركة والتعرف على أنظمة السلامة المرورية.
وعبّر المشرف على أنشطة جناح "أرامكو" في المخيم خالد بن محمد الغامدي عن سعادته للإقبال الكبير الذي حظي به الجناح، مشيراً إلى أن شركة "أرامكو" حرصت على تقديم مسابقات توعوية في مجال السلامة المرورية لتتواكب مع أهداف وتوجهات الحملة.
وأوضح "الغامدي" أن الإقبال الشبابي الكبير على أنشطة المخيم وجناح "أرامكو" يعكس تعطش الشباب لمثل هذه الأنشطة، والتي من شأنها أن تترك أثراً في نفوس الزوار، ويكون لها دور كبير في توعية المجتمع للحد من نسبة الحوادث المرورية التي باتت هاجساً مقلقاً لدى المجتمع.
وأبان "الغامدي" أن النسبة الكبيرة من المشاركين في المسابقات وأنشطة جناح "أرامكو" من الشباب؛ لكونهم من أهم الفئات المستهدفة في المبادرة، وباعتبارهم شباب الغد وقادة المستقبل.
وشهدت الفعالية أيضاً حضوراً كثيفاً للتلفزيون السعودي ممثلاً بكادر البرنامج التلفزيوني "الله يعطيك خيرها" ودعمه الكبير للمخيم، من خلال تواجد كل عناصر فريق عمل البرنامج، تحت إشراف معد البرنامج أحمد دعماس الذي حرص على التواجد منذ ساعات مبكرة؛ لإعداد الكاميرات وتموضعها وتشغيل وتجربة أجهزة الصوت استعداداً لانطلاق هذه الفعالية المهمة.
وأبدى "الدعماس" وفريقه تجاوباً كبيراً مع أنشطة المخيم وحرصهم على تغطية كل الأنشطة تلفزيونياً، وعمل العديد من اللقاءات مع الشباب وتعريفهم بالمبادرة وأهدافها ودورها المجتمعي المهم في الحد من الحوادث المرورية.
وأبان "الدعماس" أن للعمل الميداني متعة خاصة من خلال اللقاءات المباشرة مع الشباب، والاطلاع على آرائهم والوقوف عند متطلباتهم، مما يسهم في تكاملية الأدوار في سبيل تحقيق الهدف الأسمى للمبادرة وحماية الشباب والمجتمع من الحوادث المرورية.
وأكد معد البرنامج أن حلقات "الله يعطيك خيرها" تلقى تفاعلاً كبيراً من قبل المشاهدين؛ لكونها تمس قضية جوهرية ومحورية وتهم المجتمع، لما سببته الحوادث والممارسات السلبية من آلام للكثير من الأسر والعوائل.
وتمنى "الدعماس" من الشباب زيارة المخيم والمشاركة في أنشطته وفعالياته والتعرف على المبادرة والعاملين فيها والجهود الكبيرة التي تبذل في هذا المجال؛ في سبيل وقف النزف الاجتماعي والاقتصادي التي تسببها الحوادث المرورية.
وفي ذات السياق سجلت فعاليات المخيم التوعوي للمبادرة بادرة رائعة من مقيمين أمريكيين في المملكة العربية السعودية، لدى إعلانهما الرغبة بالانضمام لأعمال فريق التطوع، مبديين إعجابهما بالمبادرة وما تقدمه للشباب من توعية ونصح، والتي من شأنها أن تساهم في خفض نسبة الحوادث في المملكة.
وبرر ستيف مارك وجون شو مشاركتهما في فريق التطوع، بأن المبادرة ملك لكل أطياف المجتمع السعودي والمقيمين على أراضي المملكة الطيبة، حيث إن المقيمين جزء مهم أيضاً من النسيج الاجتماعي، وعليهم واجب اجتماعي وأخلاقي اتجاه المجتمع الذي يحتضنهم بكل الحب والود.
وأشاد المتطوعان الجديدان بأنشطة المخيم وما يقدمه من فعاليات شبابية اجتذبت الآلاف من زوار الشارع، لافتين إلى أن الإقبال الشبابي الكبير، هو المقياس الحقيقي والرئيس لنجاح أنشطة المخيم.
يُذكر أن "الله يعطيك خيرها" مبادرة وطنية توعوية تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وبالتعاون مع عدد من جهات القطاع الحكومي والخاص، وتهدف للحد من الحوادث المرورية، وتحديداً تلك التي تسبب الإعاقة لأصحابها، وتسلط الضوء على أهمية السلامة المرورية ودورها في الحد من الإعاقة لدى هذه الوسائل، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة المجتمعية بالأنظمة المرورية، ومشاركة ذوي الإعاقة وأهاليهم معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية في التعامل مع المعوقين من أبنائهم، والتعريف بالخسائر الاقتصادية والمجتمعية التي يتكبدها المجتمع نتيجة الإعاقة.
يشار إلى أن المملكة وبحسب الإحصاءات الرسمية تسجل 35 إعاقة جديدة يومياً و40 ألف إصابة سنوياً، 30% منها إعاقات دائمة، و20 حالة وفاة يومياً، وتصل نسبة الوفيات من فئة الشباب بين 18 و22 سنة إلى 72%، بينما تقدر نسبة المعوقين إعاقات حركية 80%.
ويتكبد الاقتصاد الوطني ما يقارب 21 مليار ريال سنوياً تتوزع بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية وفقدان لعناصر منتجة، وساعات عمل وقوى عاملة، ناهيك عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعوقين.