طالب عدد من المفكرين والأدباء والإعلاميين، أمس الخميس، بتأسيس هيئة مستقلة للشباب يكون الهدف الأساسي من إنشائها الحد من ظاهرة الإقصاء والتطرف التي يمارسها البعض من خلال ما يُطرح في وسائل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين خلال اللقاء الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمدينة الرياض، تحت عنوان " تطوير مسيرة الحوار الوطني واستشراف مستقبله"، على ضرورة إشراك جميع فئات وشرائح المجتمع في العملية الحوارية. وبيّن الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، خلال كلمته باللقاء الذي افتتحه عضو اللجنة الرئاسية في المركز الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، قائلاً: "منذ انطلاق فكرة الحوار الوطني التي رعاها ويسرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، والتي توجت بإعلانه شخصياً عن تأسيس مركز للحوار الوطني، كان هناك اتجاهان، أولهما أن يكون انطلاق أعمال المركز بعد استكمال إستراتيجيته وأعمال التأسيس والدراسات والتي كانت ستأخذ وقتاً طويلاً، وآخرهما أن تنطلق أعمال المركز فوراً وبعد ذلك يتم تقييم التجربة.
وأوضح أن وجهة نظر القائمين على المركز وعلى رأسهم الشيخ صالح الحصين -رحمه الله- كانت أن يكون المشاركون والمشاركات في اللقاءات الوطنية للحوار هم من يصنعون الإستراتيجية للمركز ويضعون توجهاته المستقبلية، من خلال ما يطرحونه في تلك اللقاءات.
واستكمل: "إننا في هذا اللقاء نسعى لتقيم مسيرة المركز من خلال معرفة رأي المجتمع السعودي بجميع مكوناته حول تجربة الحوار، وأن هناك تساؤلات دائمة من المجتمع حول مصير النتائج التي خرجت بها اللقاءات السابقة".
وأضاف في كلمته ، "يجب أن نستذكر كيف كانت حالة الحوار قبل تأسيس المركز في عام 2003م، لنكون منصفين في تقييم التجربة الحوارية في المملكة، وأن من أهم أهداف اللقاء أن يشرك المجتمع في وضع رؤية وإستراتيجية مستقبلية للمركز.
وقدم نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد بن سلطان السلطان، عرضآ مختصراً لأبرز اللقاءات والفعاليات التي نفذها المركز خلال العشرة أعوام الماضية، وأبرز النتائج التي حققها.
وقال :"يضع المركز أولوية لتحقيق النتائج التي توصلت إليها اللقاءات السابقة، والتسريع في تنفيذها من قبل الجهات المعنية، وهناك دراسة محايدة أكدت تحقيق نحو 60% من التوصيات والنتائج التي خرجت بها لقاءات الحوار الوطنية السابقة".
يشار إلى أن اللقاء تناول عدد من القضايا والمواضيع الهامة التي لها علاقة بتطوير مسيرة الحوار في المملكة، من خلال ثلاثة جلسات رئيسة، خُصصت الجلسة الأولى للقاء لمناقشة موضوع تقويم اللقاءات الوطنية للحوار الفكري وسلسلة الخطاب الثقافي السعودي، والجلسة الثانية لمناقشة سبل نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي عموماً وفي أوساط الشباب بشكل خاص وتقويم مشروع التدريب على ثقافة الحوار، والجلسة الثالثة للحوار حول استشراف مستقبل المركز من خلال تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة وتوصيات للمستقبل.