أوضح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، أن حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان لا تعني أنها حرية "مطلقة" لا قيد عليها، مشيراً إلى أن لكل دولة مرجعيتها الدينية والثقافية، التي تكون وتؤثر في قوانينها وإجراءاتها، وفي هذا المجال نصّت المادة 39 من النظام الأساسي للحكم بالمملكة: "تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة، وبأنظمة الدولة، وتُسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتِها، ويُحظر ما يؤدي إلى الفتنة، أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة، أو يُسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه، وتبين الأنظمة كيفية ذلك". وأضاف "القحطاني"، في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة: "الصحافة مكفول لها حرية الرأي في حدود الكلمة الطيبة، والنقد البناء ضماناً لسلامة البناء الوطني، وينبغي أن تمارس الصحافة في مجتمعنا رسالتها بحرية وباستقلال لخدمة الوطن والمواطن، وبما يسهم في التعرُّف على اتجاهات الرأي العام بحيث يمكن توجيهه في إطار الثوابت العامة في هذه البلاد المباركة المستمدة دستورها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، التي تمثل المقومات الأساسية للمجتمع التي تحافظ بدورها على الحريات والحقوق والواجبات العامة، واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين".
وأكّد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن الحق في التعبير واستقاء المعلومة من أهم الحقوق الأساسية للإنسان التي تسهم في التمتع ببقية الحقوق، فدون هذا الحق تصبح بقية الحقوق معرضة للانتقاص، وقد نصّت المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر بالمملكة على أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية، ما يتيح التعبير بشفافية عن الرأي، وقياس درجة الرضا عند شريحة كبيرة من المواطنين تجاه ما تقدمه أجهزة الدولة المختلفة من خدمات، أو فيما يتعلق بالتزام هذه الأجهزة بالأنظمة أو مخالفتها لها.
وقال "القحطاني": لا شك أن على وسائل الإعلام دوراً كبيراً في نشر الثقافة الحقوقية وتعريف المواطن والمقيم بحقوقه وواجباته، ونأمل أن تتعزّز حرية التعبير في بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، حفظهما الله".
يُذكر أن الأممالمتحدة اختارت الثالث من مايو ليكون اليوم العالمي لحرية الصحافة، بهدف رفع الوعي بأهمية حرية الإعلام وتذكير الحكومات بواجبها في احترام وتعزيز الحق في حرية التعبير المنصوص عليها بموجب المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتحتفي منظمة الأممالمتحدة في هذا اليوم بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم في أثناء أداء واجبهم، وتقدم تقريراً حول أوضاع حرية الصحافة في كل أنحاء العالم وتكشف ما يتعرّض له بعض وسائل الإعلام من مضايقات.
ويركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضع، هي: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، وسلامة الصحافيين وسيادة القانون، واستدامة ونزاهة الصحافة.