كشف نائب الأمين العام للهيئة العالمية للتنمية البشرية، المهندس حجاج بن عبدالله العريني، أن فعاليات الملتقى التطوعي الأول الذي سينطلق الأربعاء المقبل في قاعة المقصورة للاحتفالات، برعاية إلكترونية من "سبق"، تشتمل على عدد من البرامج وورش التدريب، التي تهدف إلى إبراز أهمية العمل التطوعي، ونشر ثقافته في المجتمع. وقال إن الملتقى يكتسب أهميته من الرعاية الكريمة من أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، الذي أولى إقامة هذا الملتقى اهتمامه؛ ما يؤكد اهتمام سموه الكبير بنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع. كما أن هذه الرعاية الكريمة من سموه – حفظه الله -توضح أهمية الملتقى ودوره المهم في توثيق العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والتطوعية وصولاً إلى رؤية مشتركة للنهوض بالعمل التطوعي.
وقال في مؤتمر صحفي عقده بهذه المناسبة، وحضره مسؤولو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وعلي بن عبدالله العثمان المدير العام لشركة ثبات للتطوير وإدارة الأوقاف (الجهة المنفذة للملتقى): إن الملتقى الذي تنظمه الهيئة العالمية للتنمية البشرية بشراكة استراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، ومع الجهة المنفذة للملتقى (شركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف)، يأتي في إطار جهود الهيئة العالمية للتنمية لنشر ثقافتي التدريب التطوعي ووقف الوقت (وقف المنفعة). مشيراً إلى أن الملتقى يهدف أيضاً إلى تنمية وتطوير الموارد البشرية في المؤسسات الخيرية والتطوعية.
وقال إن برنامج الجلسة الافتتاحية للملتقى يتضمن عدداً من الفقرات، يتم فيها تقدم نبذة تعريفية عن الملتقى وأهدافه، ثم كلمة الجهة المشرفة وكلمة الشريك الاستراتيجي وكلمة راعي الحفل، إضافة إلى تكريم الرعاة وافتتاح المعرض المصاحب للملتقى.
وأضاف بأن جلسات الملتقى ستشهد مشاركة كبيرة من مراكز التدريب والمدربين وعدد من الجهات ذات العلاقة؛ ما يعطي مساحة واسعة للتفكر والتشاور حول السبل والوسائل التي ستدفع بالعمل الطوعي ونشر ثقافته في المجتمع. مضيفاً بأن تحقيق هذه الأهداف سيتم من خلال إقامة علاقات من الشراكة الدائمة بين منشآت ومراكز التدريب ومؤسسات المجتمع المدني.
وتابع بأن الملتقى يتضمن أربعة محاور، يتم من خلالها تقديم عدد من أوراق العمل المهمة، إضافة إلى تنظيم عدد من الدورات التدريبية. كما أشاد بالشراكة الاستراتيجية للمؤسسة العامة للتدرب المهني والتقني، ومبادرتها بأن تكون شريكاً استراتيجياً للملتقى.
وأردف بأن الملتقى يهدف إلى نشر ثقافة التدريب التطوعي والوقف التدريبي، وتوفير شراكات لتنفيذ برامج تدريبية وتنموية تحقق تقدماً نوعياً في مجال التدريب التطوعي، والمساهمة في تفعيل الدورات المجانية للجهات الخيرية، إضافة إلى إبراز دور القطاع الحكومي والخاص في تطوير برامج التدريب التطوعي.
ودعا "العريني" المؤسسات والجهات ذات العلاقة ببرامج المسؤولية المجتمعية والمؤسسات الخيرية المانحة والأوقاف لحضور فعاليات الملتقى، مشيراً إلى أن الملتقى سيسهم في تقديم مبادرات في مجال التدريب التطوعي وتأهيل وتطوير العاملين في الجهات الخيرية والتطوعية.
بعدها كلمة للشريك الاستراتيجي (المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني)، قدمها محمد بن عبدالرحمن الدايل المشرف العام على التدريب الأهلي بالمؤسسة، أوضح فيها أن التدريب التطوعي يعتبر من المجالات التطوعية المهمة؛ كونه يُسهم بشكل فاعل في تأهيل الفرد لمواجهة تحديات سوق العمل وتقليص البطالة، خاصة لدى أبناء الأسر محدودة الدخل، والأسر الفقيرة، والأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحويل تلك الفئات من فئات مستهلكة إلى فئات منتجة.
وتطرق إلى أن المؤسسة العامة للتدريب التقني أولت مثل هذا النوع من التدريب جل اهتمامها، من خلال التدريب الأهلي؛ إذ سعت إلى تشجيع افتتاح منشآت تدريبية تقدم هذا النوع من التدريب، وتذليل العقبات كافة التي تواجه افتتاح هذه المنشآت؛ ما ساهم في قيام العديد من الجهات كالجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية والمؤسسات والهيئات الخيرية والأفراد بافتتاح منشآت تدريب أهلية تُقدم تدريباً خيرياً، وبعضها يُقدم خدماته التدريبية بالمجان.
واستطرد بأن مجالات التدريب التطوعي التي تصاحب الفعاليات في مختلف المناطق مثل المخيم المهني في المنطقة الشرقية سنوياً والمخيم المهني في منطقة الرياض، إضافة إلى التدريب الصيفي الذي يُقدم برامج موسمية يتم تصميمها وتنفيذها.
وقد أشار المدير العام لشركة ثبات لتطوير وإدارة الأوقاف علي بن عبدالله العثمان إلى أن الشركة تساهم بتوسيع مفهوم الوقف؛ ليشمل وقف الوقت (وقف المنفعة)، من خلال تنفيذ الملتقى الأول للتدريب التطوعي، الذي سيعلن خلاله مبادرات في وقف الوقت، سواء وقف الساعات التدريبية، أو الحقائب والمقاعد التدريبية، أو غيرها من المبادرات التي سيكرَّم أصحابها.
وأضاف علي العثمان بأن شركة ثبات أخذت على عاتقها تطوير الأوقاف وإدارتها، وتقديم الاستشارات اللازمة لها، وما هذا الملتقى إلا نموذج للشراكة بين القطاع الحكومي المتمثل بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والقطاع الخاص المتمثل بشركة ثبات، والقطاع الثالث الخيري التطوعي المتمثل بالهيئة العالمية للتنمية البشرية.
واختتم "العثمان" بأن هذه الشراكة بين القطاعات الثلاثة تأتي لتشترك قطاعات المجتمع كافة في تطوير مفهوم الوقف، ولفتح المجال للمبادرات المجتمعية من قبل المدربين ومعاهد ومراكز وشركات التدريب لتنمية الموارد البشرية في القطاع الخيري، كما ساهمت أمس في أول رخصة لإدارة الوقف من خلال الشراكة مع لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية بالرياض.
وأدار المؤتمر الصحفي نواف بن إبراهيم الرفدي، الذي أشار إلى أن العمل التطوعي عمل إنساني نبيل.. حثت عليه جميع الرسالات، وتبنته شعوب الأرض منذ القدم.. وما زالت تهتم به حكومات ومؤسسات حكومية وغير حكومية.. وأصدرت العديد من الدول نظاماً للتطوع.
وقال إن هذا الملتقى الأول للتدريب التطوعي يتم من خلاله الخروج بتوصيات أو قرارات إيجابية.. تصب في مجملها في تحقيق المصلحة العامة التي ننشدها جميعاً.
وأضاف نواف الرفدي بأن هناك العديد من المبادرات التطوعية في قطاعات مختلفة من المجتمع ما زالت تحتاج إلى تأطير، يكسبها مميزات الاستمرارية والعمل المنهجي؛ لتحقق أقصى أهدافها.. وتصل بنتائجها إلى أكبر قاعدة ممكنة من المستهدفين.. وهذا بالطبع دور مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب الأجهزة المعنية كافة.
وأشار "الرفدي" إلى أن تنامي ثقافة المسؤولية الاجتماعية في العديد من القطاعات التجارية في السعودية صورة رائعة من صور نضج مبادرات العمل التطوعي، التي تعكس وعي هذا القطاع وانتماءه وقدرته على تحمل مسؤولياته.
وفي نهاية المؤتمر قدمت مبادرات من الإعلاميين الحاضرين للملتقى، كمبادرة تدريبية في مجال الإعلام، بادر بها الإعلامي زيد الخمشي للجان والجمعيات الخيرية، كما بادر المدرب أرسلان السقاف ممن حضروا المؤتمر بتقديم مبادرة في إعداد حقائب تدريبية تطوعية.