تولي العديد من الدول الإسلامية اهتماماً خاصاً لتحري هلال شهر رجب، وذلك تمهيداً واستعداداً لتحري هلال شهري شعبان ورمضان، وفي هذا العام يتزامن اقتران شهر رجب مع حدوث كسوف حلقي نادر جداً للشمس، حيث سيحدث الكسوف الحلقي يوم الثلاثاء 29 أبريل في الساعة 6:03 صباحاً بتوقيت جرينتش، 9:03 بتوقيت السعودية، وسيكون الكسوف مشاهداً من غرب أستراليا وجنوب المحيط الهندي قريباً من القارة القطبية الجنوبية، ولن يكون هذا الكسوف مشاهداً في الدول العربية. أوضح ذلك رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المهندس محمد شوكت عودة، مبيناً أنه في هذا الكسوف الحلقي المخروط الداخلي لظل القمر لا يخترق الأرض كثيراً بل يمسُّها فقط، ويسمى هذا النوع من الكسوفات ب"الكسوفات غير المركزية"؛ لأن المحور المركزي للظل الداخلي للقمر لا يلمس الأرض، وخلال 5000 سنة منذ العام 2000 قبل الميلاد وحتى العام 3000 ميلادي، يوجد 3956 كسوفاً حلقياً للشمس، 68 منها فقط هو كسوف حلقي غير مركزي، أي ما نسبته 1.7% فقط.
وأضاف "عودة": أما بالنسبة لتحري هلال شهر رجب، فستتحرى معظم الدول الإسلامية الهلال يوم الثلاثاء 29 أبريل، وستكون رؤية الهلال غير ممكنة من جميع قارات أستراليا وأوروبا وآسيا وجميع قارة إفريقيا ما عدا جزء بسيط في أقصى الغرب يمكن من عنده رؤية الهلال باستخدام التلسكوب وبصعوبة بالغة فقط.
وتابع "عودة": أما بالنسبة للدول التي تشترط رؤية الهلال الصحيحة التي لا تتعارض مع الحقائق العلمية، فإنها ستبدأ شهر رجب يوم الخميس 1 مايو؛ لأن رؤية الهلال غير ممكنة من منطقتنا يوم الثلاثاء، وأما بالنسبة للدول التي تكتفي بغروب القمر بعد الشمس أو التي لا تدقق كثيراً بشهادة الشهود، أو التي تعتبر أن رؤية الهلال من أمريكا كافية لنا، وهذا حال العديد من الدول، فإنها ستبدأ شهر رجب يوم الأربعاء 30 أبريل.
ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر رجب، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان: http://www.icoproject.org، حيث إنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم، ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع، عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعاً بعد تدقيقها وتمحيصها.
وملحق بالخبر خارطة تبيِّن إمكانية رؤية هلال شهر رجب يوم الثلاثاء 29 أبريل، من جميع مناطق العالم، بحيث إن رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر؛ بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس، كما أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة من المناطق غير الملونة، ورؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
كما توضح الخارطة أن رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس، بينما رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.