وافق مجلس الشورى، اليوم، بالأغلبية على تعديل وإضافة بعض المواد على نظام المرور، كما منح المجلس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية فرصة لعرض وجهة نظرها تجاه ما أبداه الأعضاء من ملحوظات وتساؤلات بشأن طلب تفسير عبارة "الإحالة على التقاعد" الواردة في نظام القضاء، ووافق على إعطاء اللجنة الخاصة بشأن دراسة مشروع "نظام حماية اللغة العربية" الفرصة للرد على ملاحظات الأعضاء، فيما أكد مساعد رئيس المجلس أن المجلس سيشرع في جلسة قادمة بمناقشة توصية لجنة الشؤون الاجتماعية التي تنص على الموافقة على ملاءمة دراسة مقترح مشروع نظام مكافحة التسول الذي يتكون من 11 مادة تهدف لسن تدابير وإجراءات لتجريم التسول والحد منه، وإيجاد البدائل المناسبة لعلاج هذه الظاهرة ومرتكبيها. وتفصيلاً فقد عقد مجلس الشورى، اليوم، جلسته برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حيث نظر في عدد من الموضوعات المطروحة على جدول أعماله.
وأفاد مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور فهاد بن معتاد الحمد أن المجلس استهل جدول أعماله بالاستماع لوجهة نظر لجنة الشؤون الأمنية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه تعديل بعض مواد نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 85 وتاريخ26/ 10/ 1428ه تلاها رئيس اللجنة الدكتور سعود السبيعي.
وقد وافق المجلس بالأغلبية على تعديل وإضافة بعض المواد على نظام المرور.
وأوضح أن المجلس استمع بعد ذلك إلى تقرير لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن طلب تفسير عبارة " الإحالة على التقاعد " الواردة في المواد 51، 69، 82 من نظام القضاء (السابق ) الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 64 وتاريخ 14/ 7/ 1395ه تلاه نائب رئيس اللجنة الدكتور فالح الصغير.
وقد أوصت اللجنة بأن إحالة القاضي على التقاعد للأسباب المنصوص عليها في تلك المواد تعني استحقاقه جميع مميزات التقاعد المالية ولو قبل إكمال مدة الخدمة التي يستحق بها التقاعد المبكر.
وبعد طرح تقرير اللجنة وتوصيتها للمناقشة لم يؤيد عدد من الأعضاء توصية اللجنة لافتين إلى ضرورة المساواة بين موظفي الدولة حيث أن الإخلال بالواجب الوظيفي ومن ثم إيقاع العقوبات التأديبية على الموظف لا يوجب معه منحه راتباً تقاعدياً بحسب نظام التقاعد المدني.
في حين رأى عضو آخر بضرورة الرجوع إلى المادة 18 من نظام التقاعد المدني التي حددت حالات استحقاق المعاش التقاعدي.
وقال أحد الأعضاء إن ما قامت به اللجنة ليس تفسيراً لتلك المواد بل منحت حكماً وأعطت نتيجة، وليس للجنة أن تمنح حكماً بعيداً عن نظام التقاعد المدني، من جهته رأى عضو آخر عدم وجود ضرورة لصدور تفسير لهذه المواد لكونها ضمن مرحلة قد انتهت لنظام سابق.
من جهتهم أكد بعض الأعضاء أنه لا يجب المقارنة بين موظفي الدولة في قطاعاتها المختلفة وبين المنتمين للسلك القضائي والقضاة خصوصاً، وبين أحد الأعضاء أن المادة 25 من نظام هيئة التحقيق والإدعاء العام تتطابق مع المادة 82 من نظام القضاء الذي يناقشها المجلس لتفسيرها، وتساءل عن كيفية التعامل مع تلك المادة في نظام هيئة التحقيق والإدعاء العام النافذ حالياً.
وبعد الاستماع لعدد من الآراء وافق المجلس على منح اللجنة فرصة لعرض وجهة نظرها تجاه ما أبداه الأعضاء من ملحوظات وتساؤلات وذلك في جلسة مقبلة.
وأضاف الدكتور فهاد الحمد بأن المجلس ناقش بعد ذلك تقرير اللجنة الخاصة، بشأن دراسة مشروع "نظام حماية اللغة العربيةفي المملكة العربية السعودية" والمقدم من عضو المجلس الدكتور سعود السبيعي وفق المادة (23) من نظام مجلس الشورى تلاه رئيس اللجنة الدكتور حاتم المرزوقي.
وقد أوصت اللجنة بالموافقة على مشروع نظام حماية اللغة العربية في المملكة العربية السعودية،وبدعم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية مالياً وإدارياً على نحو يمكنه من تحقيق أهداف مشروع نظام حماية اللغة العربية بالمملكة العربية السعودية.
ويهدف مشروع النظام إلى حماية اللغة العربية بوصفها من مقومات الهوية الوطنية.
ويطالب مشروع النظام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية استعمال اللغة العربية في أسمائها وجميع أعمالها، كما يلزمها بالتحدث باللغة العربية في المحافل الدولية وفي الاجتماعات واللقاءات الرسمية سواء كان ذلك داخل المملكة أو خارجها.
وأضافت اللجنة حكماً جديداً يلزم المدارس الأجنبية تضمين مناهجها برنامجاً خاصاً باللغة العربية.
كما ضمنت اللجنة مادة جديدة لمشروع النظام تتضمن حكماً تمكينياً يتولى بموجبه مركز خادم الحرمين الشريفين الدولي لخدمة اللغة العربية تطبيق أحكام هذا النظام واقتراح لوائحه التنفيذية.
وبعد طرح تقرير اللجنة وتوصياتها للمناقشة لاحظ عدد من الأعضاء في مداخلاتهم على التقرير خلو مشروع النظام من العقوبات، كما لم يتطرق المشروع لدور التعليم والإعلام بشكل كاف في النظام مع أهمية دورهما.
كما لاحظ أحد الأعضاء عدم وجود سلطة مختصة تراقب تنفيذ أحكام هذا النظام، وقال آخر " إن اللجنة قد أقحمت مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية وهو جهة غير حكومية ولا تملك سلطة المراقبة، وكان من الأجدى أن تنيط بمواد النظام لوزارة الثقافة والإعلام لتنفيذ أحكامه "، كما أكد عدد من الأعضاء على أهمية وجود جهة تصدر اللوائح التنفيذية للنظام.
واقترح أحد الأعضاء تطوير هذا المشروع لأن يصبح نظاماً لمركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية.
وطالب عضو آخر بدراسة مخرجات مناهج اللغة العربية والإشراف على معلمي اللغة العربية وكذلك المترجمين، كما أيده عضو آخر قائلاً " لحماية اللغة العربية لا بد من ضمان تقديمها بالشكل المطلوب في الجهات التعليمية".
من جهته اقترح أحد الأعضاء عدة مقترحات على مشروع النظام حيث طالب بإيجاد مواد تلزم الجهات الحكومية بالتعامل باللغة الفصحى البسيطة المنطوقة والمكتوبة، والإلزام بضرورة الحصول على معدل محدد في اللغة العربية لشهادة الكفاءة المتوسطة.
وأشار أحد الأعضاء إلى أن مشروع النظام ركز على تمكين اللغة العربية وحمايتها، ولم تتناول مواده جانب إثراء اللغة كإنشاء مجمع للغة العربية في المملكة العربية السعودية، وقال " إن مواد مشروع النظام قد جمعت العديد من المواد والتعليمات والأوامر السامية الخاصة بحماية اللغة العربية وتمكينها ولم تضع مواداً تثري اللغة العربية ومكانتها ".
وبعد الاستماع إلى العديد من المداخلات وافق المجلس على منح اللجنة فرصة لعرض وجهة نظرها تجاه ما أبداه الأعضاء من آراء على مواد مشروع النظام، وذلك في جلسة قادمة.
وأبان مساعد رئيس مجلس الشورى أن المجلس سيشرع في جلسة قادمة بمناقشة توصية لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب والتي تنص على الموافقة على ملاءمة دراسة مقترح مشروع نظام مكافحة التسول المقدم من عضوي المجلس الدكتور سعد مارق والدكتور ناصر الشهراني بموجب المادة 23 من نظام المجلس.
وكان المجلس قد استمع إلى تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بشأن الموضوع تلاه رئيس اللجنة الأستاذ عبد العزيز الهدلق ويتكون المشروع من 11 مادة تهدف لسن تدابير وإجراءات لتجريم التسول والحد منه وإيجاد البدائل المناسبة لعلاج هذه الظاهرة ومرتكبيها.