أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء السعودية تشهد ذروة تساقط شهب "القيثاريات" يوم غد الاثنين وفجر الثلاثاء، مؤكدة تزامن التساقط مع وجود قمر التربيع الأخير في قبة السماء. وأوضحت الجمعية: "يُعتبر وجود القمر في السماء مشكلة عند رصد القيثاريات، حيث سيعمل على حجب الشهب باستثناء الشهب البراقة، لذلك هناك فرصة لرؤية المزيد من الشهب 22 أبريل وفجر 23 أبريل؛ نظراً لأن القمر سوف تقل إضاءته وسيشرق متأخراً، وهو ما يترك مزيداً من الوقت لظلمة السماء ورؤية المزيد من الشهب، ولكن لا يمكن القطع بذلك إلا من خلال الرصد".
وتنشط شهب القيثاريات، وفق فلكية جدة، سنوياً من 16 أبريل إلى 25 أبريل وعادة في سنة جيدة ودون وجود القمر في السماء تتساقط بمعدل حوالي 20 شهاباً في الساعة عند ذروتها، وهي نتيجة بقايا الجزئيات الغبارية المتخلفة عن المذنب "تاتشر"، ولكن لا يمكن التنبؤ بعددها بدقة، إضافة إلى أنه قد يحدث تدفق شهبي في السماء يقترب من 100 شهاب في الساعة في مناسبات نادرة، ولكن لا يمكن التنبؤ بحدوث ذلك. إضافة إلى أن حوالي ربع شهب القيثاريات السريعة تعرض ذيولاً من الغاز المتأين يتوهج لبضعة ثوانٍ بعد اختفاء الشهاب.
وتتم مراقبة الأفق الشرقي من السماء بالعين المجردة؛ لرصد شهب القيثاريات، ما بعد منتصف الليل، ومن موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، وأن تكون السماء صافية وخالية من الغيوم، وبمراقبة مسارات الشهب سيلاحظ أنها تنطلق من نقطة قريبة من نجم النسر الواقع "فيغا" خامس ألمع نجم في السماء ضمن مجموعة نجوم القيثارة، ولكن يمكن أن تظهر الشهب من أي مكان في السماء، ولكن لا توجد علاقة بين القيثاريات ونجم النسر الواقع، فالقيثاريات هي جزئيات تحترق في الغلاف الجوي على ارتفاع حوالي 100 كيلومتر فوقنا، في حين أن نجم النسر الواقع يقع على مسافة 25 سنة ضوئية.
ويرصد كوكب الزهرة بسهولة، إلى جانب شهب القيثاريات، فهذا الجرم سماوي لا يستطيع ضوء القمر أو حتى شفق الصباح حجبه؛ بسبب سطوعه وبريقه الفائق، حيث يظهر فوق الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، إضافة لرصد كوكبي المريخ وزحل في الأفق الغربي قبل شروق الشمس أيضاً.
يُذكر أن أفضل وقت لرؤية شهب القيثاريات هو ساعات الفجر وقبل شروق الشمس، بغض النظر عن موقع الراصد في السعودية.