حذّر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين من تغيير الفطرة التي فَطَرهم الله عليها، وهي الإسلام؛ "فمَن غيّر فطرته التي فطره الله عليها بالكفر لا يقبل الله منه حسنة، ولا يغفر له سيئة إن مات على كفره بلا توبة". وقال "الحذيفي" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة: "إن كل مخلوق خُلق على الفطرة وهي الإسلام؛ فمن بقي عليها اهتدى وتقبّل الله منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات، ومن غيّرتْ فطرته الشياطينُ من الإنس والجن والهوى والشهوات والبِدَع والشرك؛ خسر وخاب، ولم تُقبل منه الحسنات، ولم تُمحَ عنه السيئات"؛ مستدلاً في هذا الصدد بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن ربي أمرني أن أُعَلّمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، كل مال نَحَلْتُ عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فأَضَلّتهم عن دينهم، وحرّمَتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يُشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً".
وأكد الشيخ "الحذيفي" أن "مكفّرات الذنوب كثيرة وأبواب الخير مفتوحة"؛ مشيراً إلى أن "أول مكفرات الذنوب: توحيد الله تعالى بإخلاص العبادة لله عز وجل، والابتعاد عن أنواع الشرك كله؛ فذلك جماع كل خير في الدارين وأمان من كل شر".
وأضاف: "كذلك من مكفرات الذنوب: الوضوء والصلاة، والصدقة، وطلب المغفرة من الله وجل، والذكر، واستغفار المسلم لأخيه المسلم، والإحسان على الأهل، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والمصائب التي تنزل بالمسلم إذا صبر عليها واحتسب ولم يتسخّط".
وبيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن "التوبة من مكفرات الذنوب؛ فمن تاب تاب الله عليه"؛ موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل، وإقامة الوجوه لمكفرات الذنوب وستر العيوب؛ فمن تقرّب إلى الله تقرّب الله إليه، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه".