عرضت حلقة أمس من برنامج "الله يعطيك خيرها"، الذي يقدمه الزميل صلاح الغيدان على القناة السعودية الأولى، برعاية "سبق" إلكترونياً، تقارير ومشاهد مؤلمة لإصابات الأطراف وأنواعها المختلفة، الناجمة عن حوادث قيادة الدبابات. وأظهرت حلقة البرنامج، بعد القيام بجولة ميدانية إلى الأماكن الترفيهية، صوراً حية لأنواع البتر في الأطراف التي تنجم عن إصابات الدبابات.
وعرض التقرير الرأي والرأي الآخر لأفراد المجتمع وأصحاب المحلات القائمة على تأجير الدبابات، حيث تحدث البعض عن عدم توفير أدوات السلامة، بسبب رفض غالبية المستأجرين ارتداء الخوذة في حالة ارتداء طرف آخر لها.
وحذر ضيف الحلقة استشاري جراحة العظام والإصابات الرياضية في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، الدكتور حمود بن عبدالله الغاشم، المجتمع من خطورة بتر أطراف أبنائهم أثناء تنزههم في المتنزهات، حيث يبادرون باستئجار الدبابات ذات العجلات الأربع التي تفتقد وسائل الأمن والسلامة.
وأرجع "الغاشم" تفاقم الإصابات الناجمة عن هذه الحوادث إلى ضعف الرقابة على الأماكن التي تكثر فيها مثل هذه الألعاب في ظل عدم وعي المجتمع بالدرجة الكافية بمدى خطورتها.
وقال الدكتور "الغاشم": "من المؤسف أن تتحول لحظات الفرح إلى حزن، نتيجة إهمال أصحاب المحلات لوضع أدوات السلامة داخل هذه الألعاب، خاصة في ظل جهل الكثيرين من أفراد المجتمع بخطورة هذه الألعاب، مع ضعف الرقابة على الأماكن التي تكثر فيها "الدبابات ذات العجلات الأربع".
وناشد ضيف الحلقة المسؤولين إصدار ضوابط خاصة عند منح الرخص مع المتابعة الدورية لهذه الألعاب والتأكد من سلامتها، مشيراً إلى أن غالبية الإصابات تحدث للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وثماني سنوات.
ورفض "الغاشم" إلقاء اللوم على الوالدين فيما يتعلق بالإصابات التي تحدث، وقال: "الوعي بخطورة هذه الألعاب مفقود في المجتمع، وأولياء الأمور لم يسبق لهم أن شاهدوا برنامجاً يقدم لهم المعلومات التي تكشف عن خطورة هذه الألعاب ولذلك أرجو أن يتكاتف الجميع مع الجهات المعنية لتفعيل دور الإعلام، وتقديم رسائل توعية لكافة شرائح المجتمع، لكشف آثار هذه الحوادث النفسية والاجتماعية على المجتمع".
وكشف عن دراسة علمية موثقة أجراها أخصائي جراحة عظام أطفال الدكتور أيمن جوادي، خلال الفترة من 2007 حتى 2009، وأظهرت أن جميع الإصابات التي تقع على مستوى المملكة العربية السعودية جراء هذه الحوادث تكون في القدم اليمنى، كما أن أعمار المصابين تكون دون ال16 عاماً، حيث تم تسجيل 21 إصابة، وبعد المراقبة ومرور خمسة أيام، اتضح أن أربع حالات فقط هي التي عادت إلى حالتها الطبيعية تقريباً، بينما أجريت عملية البتر الجزئي أو الكلي لبقية الحالات.
من جانبه، قال مدير إدارة الضبط الإداري في شرطة الرياض العميد عيد بن سعد العتيبي في اتصال هاتفي مع البرنامج: "يمنع منعاً باتاً استخدام هذه الدبابات على الطرقات العامة، نظراً للكوارث الكبيرة التي تسببها، ونؤكد أنه منذ بداية عام 1435ه تمت مصادرة أكثر من ثلاثة آلاف دراجة، وهي موجودة الآن في حجز الرياض".
وأضاف "العتيبي": "أمانة منطقة الرياض والإدارة العامة للمرور ممثلة في الضبط الإداري بشرطة الرياض، والجهات المختصة، تنفذ حملات دورية على الأماكن التي تتواجد فيها هذه الدبابات، وتتفقد المتنزهات البرية لضبط ومصادرة الدراجات الموجودة، وتوقيف العمالة المخالفة التي تمارس عملية التأجير، ونحن نرحب بفريق البرنامج إذا أراد مرافقة الدوريات ونقل تقارير ميدانية عن الجهود الرسمية التي تبذل في هذا الجانب".
إلى ذلك، قال رئيس أقسام الطوارئ في مدينة الملك سعود الطبية، الدكتور زهير بن أحمد العسيري: "مدينة الملك سعود تستقبل حالات الطوارئ من إصابات "الدبابات"، وهناك ما نسبته 7% من عدد الإصابات في أقسام الطوارئ في المملكة العربية السعودية تكون ناجمة عن "الدبابات"، علماً بأن هذا النوع من الإصابات يكون خطيراً جداً".
وفي نهاية الحلقة؛ ذكّر "الغيدان" المشاهدين بجائزة توكيلات الجزيرة للقيادة الآمنة التي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع شركة توكيلات الجزيرة، وهي عبارة عن ثلاث سيارات فورد فيوجن، لمن ينهي الموسم الأول من البرنامج من دون فرض أي مخالفة مرورية بحقه، متمنياً السلامة للجميع.