انتشار الفئران في العديد من الأحياء الشعبية في مدينة جدة ظاهرة قديمة، وما زالت مستمرة رغم بعض محاولات الأمانة للقضاء عليها، إلا أن الفئران التي واجهت بعض التضييق عليها في تلك الأحياء الشعبية انتقلت إلى الأحياء الجديدة والراقية مجاورة كبار المسؤولين ومشاهير الفن والرياضة. الفئران في جدة ذات أحجام وأنواع مختلفة، ومن أشهرها فئران يطلق عليها "النرويجي" و"الأسود" و"جرذ المنزل"، والبعض يطلق على الفئران ذات الأحجام الكبيرة الأرنب.
الفأر النرويجي هو من الفئران التي تعيش في البيارات، ويميل لونه إلى البني، وينتشر أيضاً بشكل كبير في أوروبا، وهو من أكثر الفئران نقلاً للأمراض. أما الأسود فهو من الفئران التي يميل لونها بشكل كبير إلى اللون الأسود، وعادة يكون سريع الاختباء، وصعب القبض عليه، في حين يطلق جرذ المنزل على الفئران ذات الأحجام الصغيرة التي غالباً ما يكون موطنها الأساسي المنزل، خاصة في المطابخ. أما الفأر الأرنب فهو اسم شعبي، يطلق من قبل سكان جدة على الفئران ذات الحجم الكبير، التي تلهو مع القطط، وتكوّن معهم علاقة صداقة دون خوف.
ويشكو سكان الأحياء الراقية أو الجديدة، التي لم تكن الفئران تعرف طريقها في سنوات سابقة، من مداهمة الفئران لمنازلهم وأحيائهم؛ إذ انتقلت الفئران إلى أحياء الحمراء والأندلس والنسيم والفيحاء وأحياء أخرى في الشمال وأحياء في غرب جدة قريبة من الكورنيش، وهي الأحياء التي يعيش فيها أكثر المسؤولين والمشاهير.
ويرى بعض سكان هذه الأحياء أنه في السنوات السابقة بعد معاناة مع الغربان تجددت المعاناة بشكل أكبر مع الفئران بأنواعها المختلفة، التي تهدد المواطنين والمقيمين بانتشار الأمراض، وخلق بيئة غير صحية، مشيرين إلى أن الفئران بعد غياب الغربان أصبحت تنتشر بكثرة، وتتجول دون خوف في الأحياء في أوقات الليل، وتنتقل من حي إلى آخر، كما أن القطط لا تقوم بمهاجمتها خوفاً من أحجامها وجراءة هذه الفئران التي يمكنها الدخول في شجار معها دون تردد، وكثيراً ما يهرب القط من المواجهة كما يحدث في الفيلم الكرتوني "توم وجيري".
ويؤكد السكان أن جهود الأمانة في مكافحة الفئران مستمرة إلا أنها لم تتمكن من القضاء على الفئران أو محاصرتها؛ إذ إن هذه الفئران أصبحت محترفة قبل انتقالها من الأحياء الشعبية إلى الأحياء الجديدة؛ وتعلمت جيداً كيف تختبئ من رجال المكافحة وطرق التسلل إلى المنازل عبر المواسير وأسلاك الكهرباء والهاتف، وتخصيصها مواقع يصعب على رجال المكافحة الوصول لها، كما أنها أصبحت متأقلمة مع المداهمات المفاجئة والمكافحات وسكان الأحياء؛ وهو ما يساعدها على ترك أجيال جديدة، والتكاثر باستمرار.