بدأت اجتماعات الهيئة العامة ال"40" للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، صباح أمس، تحت رعاية رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز. وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة القرآن الكريم، ثم تم تقديم فيلم تعريفي بهيئة الهلال الأحمر السعودي لاستعراض مسيرتها ونجاحاتها في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإبراز الأعمال التي تقوم بها الهيئة على الصعيدين الداخلي والدولي وتطور علاقاتها بالمنظمات الدولية والجمعيات المعنية بالعمل الإنساني في كافة بلدان العالم.
وقال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عبدالله الهزاع: "نؤكد أهمية التعاون بين الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني بما يخدم الشعوب العربية لاسيما في الوضع الراهن وما تمر به المنطقة من نزاعات خلفت عدداً كبيراً من النازحين واللاجئين".
وأضاف: "لا بد من مضاعفة الجهود لتخفيف وطأة هذه الكارثة الإنسانية التي تمر بها عدد من الدول العربية نتيجة هذه النزاعات".
بدوره، قال الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد عتيق الفلاحي: "الوضع الإنساني خلال السنوات الثلاث الأخيرة يتدهور في العديد من دول المنطقة مما يحتم التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة, والتعاون مع كل الجهات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر لمحاولة التخفيف من وطأة معاناة هؤلاء الضحايا والمنكوبين".
وقال ممثل الاتحاد الدولي في اجتماعات الهيئة العامة، محمد بابكر كلمة: "هذا الاجتماع مهم جداً بسبب الظروف الإنسانية بالغة التعقيد والتحديات الكبيرة التي تواجه العمل الإنساني في المنطقة والتي تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لمجابهتها والاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية".
من ناحيتها، قالت نائب رئيس اللجنة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، كرستين برللي: "هذا الاجتماع يعتبر من أهم الاجتماعات نظراً لخطورة الأزمة السورية وتداعياتها وتأثر بعض دول المنطقة بها، واللجنة تطمح إلى نيل الدعم الدبلوماسي من جانب الحكومات للتذليل العقبات". بدوره، قال عضو اللجنة الدائمة ورئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد: "العالم يعاني اليوم من أزمة أخلاقية تسود فيها المصالح الأممية على أي اعتبارات أخرى مما أودى بحياة الملايين".
وأضاف: "اللجنة الدائمة هي الجهاز المفوض من المؤتمر الدولي لمتابعة قرارات المؤتمر والحفاظ على الانسجام بين مكونات الحركة والتعامل مع الأمور التي تهمها".
وأردف: "حرصنا على التحضير للمؤتمر الدولي 32 الذي سيعقد في نهاية عام 2015م بجنيف ونأمل أن تكون هناك مشاركة فاعلة من جانب الجمعيات العربية في تحديد ملامح ومضمون المؤتمر القادم". واستعرض "الحديد" أبرز العوائق والتحديات التي تواجه الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والتي تؤثر سلباً على سرعة الاستجابة والوفاء بالمهام المطلوبة.
وتحدث رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز عن مسيرة الهيئة ودعمها لأعمال المنظمة العربية منذ نشأتها عام 1975م وحتى تحقق لها ما وصلت إليه اليوم من نجاحات على كل المستويات.
وقال: "نسعى إلى تنسيق عمل عربي مشترك لمصلحة الفئات الأكثر ضعفاً في كل مكان ونرى أن من أهم عوامل النجاح العمل المشترك وتكاتف جميع الهيئات والجمعيات الوطنية لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة".
وأردف: "لا بد من تجاوز كل العقبات التي تمنع معاونة المحتاجين في الدول التي تعاني من كوارث طبيعية وبشرية ناجمة عن اضطرابات ونزاعات مسلحة ألقت بظلالها القاتمة على المنطقة العربية وخاصة في سوريا، في ظل عدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في الداخل رغم قرار مجلس الأمن رقم 2139 وتاريخ 22 فبراير 2014م والذي يقضي بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في داخل سوريا".
وتابع: "يجب أن نعمل معاً تحت إشراف المنظمات الدولية المعنية لتنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالمساعدات الإنسانية ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي ممثلاً في هيئاته الإنسانية مسؤولياته في هذا الشأن".