تنطلق يومياً معاناة المواطنين والموظفين من المدينة المنوّرة إلي مهد الذهب حين يعبرون طريق "الموت" الرابط بين محافظة المهد والمدينة، الذي راح ضحيته عشرات الأسر من أهالي المحافظة والمسافرين عبر السنوات الماضية، ومع انطلاقة المعاناة تبقى مناشدات المواطنين مستمرة لأمير منطقة المدينة المنوّرة، التدخُّل العاجل، وإنهاء هذه المعاناة، وتوفير الخدمات الإسعافية والأمنية لسلامة المواطنين. تسبّب هذا الطريق في سفك دماء كثير من المواطنين والموظفين، فلا ينصرم أسبوعٌ إلا وقد أخذ هذا الطريق حقه من أرواحهم ما أخذ، كما أصبح هاجس رعب وقلق للأهالي، فلا يخرج أحدٌ من أبنائهم قاصدا جامعته أو وظيفته بالمدينة أو بالمهد إلا وهم في قلق وتوتر يخشون عليهم خطر الطريق المهمل.
مرت أعوام على مواعيد الجهات المعنية لتوسعة الطريق وتوفير الخدمات الإسعافية والأمنية، إلا أن الذي يحلمون به لإنهاء معاناتهم تأخر، ولم يلمسوا أي بوادر لتنفيذه.
يقول أحد المواطنين العابرين على الطريق ويُدعى بدر بن محمد، ل "سبق": "هذا الطريق أسلكه يومياً بحكم عملي وتبدأ معاناتنا اليومية من المنعطفات الخطيرة ويتوسطها تهور بعض السائقين دون حسيب ولا رقيب وتنتهي بالحفر التي أصبحت تشكل الهاجس الأكبر بالنسبة لنا، فأيدي فاعلي الخير قد حفيت".
ويرى المواطن بندر الأحمدي أن هذا الطريق حيوي ويخدم كثيراً من القرى والهجر، لكنه يفتقد الصيانة الدورية، فكثير من الحوادث التي شاهدناها سببها رداءة الطريق، وعدم اهتمام الجهات المعنية، مشيراً إلي أن أطفالاً تيتموا، ونساء ترمّلت بفعل رداءة الطريق الذي ينتظر الازدواجية ودعمه بالمراكز الإسعافية والأمنية منذ سنوات عدة.
وبيّن الأحمدي:" أن المآسي التي خلّفها الطريق مازالت مستمرة، ولا يزال عرضةً للمزيد من المآسي والضحايا ما دام يعاني الإهمال، وهو بحاجة إلى مراكز إسعافية وأمنية، تُقلّل من زيادة نسب الحوادث عليه دون توقف، مشيراً إلي أن هذا الطريق يحتوي على الكثير من المنعطفات الخطيرة التي تفتقد اللوحات الإرشادية ووسائل السلامة".
يُذكر أن مدير مرور منطقة المدينة المنوّرة، قد أكّد في تصريحٍ سابقٍ ل "سبق"، أن هذا الطريق زراعي، ويسبّب الكثير من الحوادث التي تراوح ما بين الخطيرة والوفاة؛ كونه يشهد مروراً كثيفاً من المواطنين والموظفين، خاصة أثناء الدوام الرسمي، ويربط بين محافظة المهد والمدينة المنوّرة.