تنظم الجمعية السعودية للدراسات الطبية الفقهية مؤتمرها الدولي الأول "القرائن الطبية المعاصرة وآثارها الفقهي"، غداً الثلاثاء، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويستمر يومين، بمشاركة أكثر من 700 من الفقهاء وطلاب العلم والأكاديميين والأطباء والمختصين في العلوم الطبية والطب الشرعي من داخل المملكة، وعدد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية. وقال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود للتخطيط والتطوير، رئيس الجمعية الفقهية الطبية الدكتور خالد آل عبدالرحمن أن المؤتمر علمي متخصص يستهدف مناقشة القرائن الطبية المعاصرة وآثارها الفقهية، وأنه تم توجيه الدعوة إلى جميع الجهات المختصة وذات العلاقة بالموضوع، سواء كانت شرعية أو طبية، مشيراً إلى أن عدداً من كبار العلماء سيحضرون المؤتمر ويتدارسون بعض جلساته، مضيفاً أن هناك قضايا مشتركة بين الفقهاء والأطباء والعاملين في الحقل الصحي، على رأسها القضايا ذات الشق الجنائي والطب الشرعي وإثبات النسب، وهي كما تتطلب رأي الأطباء تحتاج إلى رؤية الفقهاء من المنظور الشرعي، وكان كل جانب يعمل مستقلاً عن الآخر؛ فالفقهاء كانوا يناقشون هذه القضايا بمعزل عن أهل الطب والمختصين في علومه، وكذلك الأطباء، أما الآن فلا بد من الحوار والنقاش المشترك بين الجانبين، وهو ما استهدفه هذا المؤتمر.
وكشف "آل عبدالرحمن" في مؤتمر صحفي عقده أمس بجامعة الإمام عن اعتماد مجلس الخدمات الصحية 20 ساعة للممارسين الصحيين في حضور المؤتمر والاستفادة من بحوثه ومناقشاته، وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً على حضور المؤتمر من الفقهاء والأطباء والعاملين في الطب الشرعي والمختبرات والفنيين، وأن التسجيل للحضور يتوقع أن يزيد على 700 مشارك، وقال إن هناك خبراء عالميين يشاركون في المؤتمر ممن لهم باع طويل في علوم الطب والتشريح والطب الشرعي، وأوضح أنه تم إعداد السجل العلمي للمؤتمر، وطباعة البحوث والدراسات وأوراق العمل في خمس مجلدات كبيرة توزع على المشاركين.
وعن نوعية المشاركين قال "آل عبدالرحمن" إنه سيشارك في المؤتمر فقهاء وشرعيون واستشاريون وأطباء، وخبراء في الأدلة الجنائية والمحاكم من داخل المملكة والدول العربية وبريطانيا وسويسرا وأمريكا، كما يناقش المؤتمر التشريح الافتراضي والاعتداء الجسدي الأسري، والجرائم الموجبة للحدود والتعزير.
وأكد رئيس الجمعية الفقهية الطبية أن الجمعية لا تصدر فتاوى، وأن عملها علمي متخصص، وهي الجمعية الأولي في المنطقة التي تختص بهذا الجانب، وأن دورها بحثي علمي، وأن عضوية الجمعية للنساء والرجال، وأنه سيتم إنشاء قسم نسائي بها بعد المؤتمر تشرف عليه إحدى عضوات الجمعية، وأكد وجود مشاركات نسائية في المؤتمر من متخصصات في علوم الفقه والطب، وأكد أنه تم تشكيل لجنة لتجميع أبرز توصيات الملتقى، وأخرى لمتابعة تنفيذ التوصيات بعد اختتام أعمال المؤتمر.
وقال "آل عبدالرحمن" إن الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية والفقية تهتم بأمرين مهمين، وهما الأصالة والمعاصرة، فهي تجمع الفقهاء والأطباء والصيادلة والعاملين في المختبرات، والتخصصات الطبية، مشيراً إلى نجاح الجمعية في إدخال مقرر الفقه الطبي في الكليات الصحية، والذي يدرس الآن في الكليات الصحية، والذي اعتمد من لجنة عمداء كليات الطب بالجامعات السعودية، وسيتم إعداد كتاب مرجعي ليعمم على جميع كليات الطب، وأنه بتنظيم هذا المؤتمر العالمي من الجمعية تكون هناك انطلاقة جديدة للجمعية، وسوف يتبعه إصدار مجلة علمية متخصصة تهتم بنشر القضايا الطبية والفقهية.
وأوضح محمد بن سعود العمر الأمين العام للجمعية السعودية للدراسات الطبية الفقهية وأمين المؤتمر أن أهداف المؤتمر جمع المتخصصين في المجالات الفقهية والصحية والجنائية؛ لتداول قضايا القرائن الطبية المعاصرة باعتبارها ذات أهمية قصوى في مجال القضاء والجوانب الصحية والاجتماعية والأسرية، والتعريف بالقرائن الطبية ورصد المستجدات في هذا المجال. ومن أهدافه بيان الأحكام والآثار الفقهية والقضائية للقرائن الطبية المعاصرة.
وأوضح أن محاور النقاش والحوار في المؤتمر تتناقش التأصيل العلمي للقرائن الطبية والقضايا المرتبطة بالجناية على الحياة الإنسانية وكذلك القضايا المرتبطة بالجرائم الجنسية. إلى جانب القضايا المرتبطة بالاعتداء على العقل والمال. القضايا المرتبطة بالحقوق والنسب. والمحور الأخير القضايا المرتبطة بالأمراض والعيوب.
وسيشارك في المؤتمر البروفيسور ميشيل تالي أستاذ الطب الشرعي من سويسرا، والبروفيسور بروسي بودويل من الولاياتالمتحدة الأمريكية، والبروفيسور عبدالمعطي محمد كباش أستاذ الطب الشرعي بجمهورية مصر العربية، وعدد كبير من الفقهاء والقضاة والأطباء وأطباء الطب الشرعي وغيرهم من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها. لافتاً إلى اعتماد 20 ساعة طبية تعليمية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.