كشف المواطن عودة سلمان عواد العمراني، أنه تنازل عن قاتل ابنه، قبل ثلاثة أشهر، ابتغاء وجه الله تعالى، بينما نظمت قبيلة "المساعيد"، التي ينتمي إليها القاتل، حفلاً أمس عرفاناً بصنيع والد القتيل. وأوضح "العمراني" أنه أقدم على هذا الفعل من باب إدراك أن (المعروف باق، والمائل زائل، والجار قبل الدار)، وقال: "من يفعل الخيرَ لا يَعدم جوازِيَه.. لا يذهب العرف بين الله والناسِ"، وقد قال تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
وتحدث والد القتيل، المصاب بمرضي سرطان الدم والقلب إلى "سبق" قائلاً: "الحمد لله أنا أعيش في سعادة وراحة، والقضية تعود إلى عام 1431ه عندما اندلعت مشاجرة بين ابني البالغ من العمر 24 عاماً، وثلاثة آخرين من أبناء الجيران الذين ظلوا جيراناً لنا منذ نحو 26 عاماً في محافظة البدع التابعة لمنطقة تبوك".
وأكد "العمراني" أن التحقيقات انتهت بإدانة أحد الثلاثة بجريمة قتل ابنه.
وأضاف: "منذ أن أدين ابن جاري في قضية قتل ولدي وأنا أنوي التنازل لوجه الله، وبعد صدور حكم القصاص على ابن جاري، تقدمت بالتنازل لوجه الله، وذلك منذ ثلاثة أشهر ومن دون مقابل، حيث وضعت نصب عيني الجيرة الطويلة الممتدة منذ 26 عاماً".
وأردف والد القتيل: "أنا لا أعرف تفاصيل المشاجرة أو أسبابها، ولم أبحث كثيراً في ذلك، وكان لدي إيمان بأن ما حدث هو قضاء الله وقدره".
وقال "العمراني": "يعلم الله أن محبة ابني لا تعادلها في قلبي كنوز الدنيا كلها، ولكنني رأيت أن ما عند الله خير وأبقى، ولذلك تقدمت بالتنازل إيماناً بقوله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، حيث إنني مقتنع بأن رحمة الله فوق كل شيء، وأدعو ربي أن يشمل ابني بمغفرته الواسعة".
وبخصوص مرضه، قال والد القتيل: "لقد أصبت بسرطان الدم قبل مقتل ابني بعشرة أيام، وأجريت لي عملية قسطرة في القلب، والحمد لله أنا أعيش مرتاحاً وأتناول الأدوية وأسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه".
وبعث العمراني عبر "سبق" برسالة لمن يتقاضون أموالاً في قضايا القتل بهدف التنازل، وحثهم على أن يتقوا الله ولا يطمعوا في المال لأن المعروف أبقى من المال. وقال: "من يرغب في الأجر فالأجر كبير لا يعادله مال أو ولد، أما من يطلب تلك المبالغ الطائلة فإنما يقصد الانتقام من خلال التعجيز".
وشكر "العمراني " كل من قدم شفاعة في هذه القضية، وعلى رأسهم أمير منطقة تبوك، داعياً الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء.
جدير بالذكر أن قبيلة "المساعيد" نظمت حفلاً مساء أمس تقديراً لصنيع والد القتيل الذي تنازل لوجه الله.