في موقف إنساني نبيل سجّل الشاب محمد بن عبدالله الحارثي، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ويدرس بالصف الثالث متوسط بإحدى مدارس الطائف تنازله لوجه الله تعالى عن قاتل والده المدعو فهد الحارثي، كذلك سجّل جدّه لأبيه تنازله أيضًا عن القاتل لوجه الله تعالى؛ فيما وثّق تنازلهما شرعًا بالمحكمة العامة بالطائف بحضور القاتل، والذي تم إحضاره من السجن للمحكمة. وكانت أحداث الواقعة تعود فصولها إلى قبل 8 سنوات، وتحديدًا في شهر رجب من عام 1426ه عندما أقدم المدعو فهد الحارثي على قتل عبدالله الحارثي، وهما في العقد الثالث من العمر، وذلك بمنطقة الشفا بالطائف، وتم القبض على الجاني في حينه، والذي اعترف بجريمته، وتم إحالته للسجن العام فيما كان المجني عليه قد خلّف ابنًا وبنتًا فقط، حيث صدر الحكم على الجاني «حكم قاصر» حتى يبلغ ابنه سن الرشد، وكان حينها يدرس بالصف الثاني الابتدائي، فيما كانت مساعي الصلح قد بذلت من قبل العديد من وجهاء القبيلة وأهل الخير أملاً في التنازل، وقوبلت حينها تلك المساعي بالرفض، إلاّ أن والد القتيل، وابن القتيل قررا التنازل عن القاتل لوجه الله تعالى، حيث كانا قد حضرا الأحد الماضي لدى قاضي المحكمة، وهناك قررا التنازل لوجه الله دون شرط، حيث تم ضبط التنازل وتصديقه شرعًا. «المدينة» التقت محمد الحارثي ابن القتيل، والذي تنازل مع جدّه عن قاتل أبيه، حيث قال: تنازلنا لوجه الله تعالى طلبًا للأجر والمثوبة من الله سبحانه، حيث إن العفو من شيم الكرماء. وقال: إنه لو جمعت لنا أموال الدنيا بأكملها لن تعوّضنا عن والدنا، ولن تضمد جراحنا على فقدانه، ولكن ندعو الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. الجدير ذكره أن القاتل والمقتول من قبيلة واحدة، وتربطهما صلة رحم ببعضهما بعضًا.