حذر الكاتب الصحفي خلف الحربي "من وجود الكثير من المرضى النفسيين في شوارعنا، يعرضون حياة الناس للخطر"، وذلك تعليقاً على جريمة المريض النفسي "أبو ملعقة" الذي قتل مقيماً في منتصف الشارع بحي السويدي في الرياض، مطالباً بزيادة المصحات النفسية والاستجابة للمطالبات بتوقيف هؤلاء. وفي مقاله "زمن أبو ملعقة!" بصحيفة "عكاظ" يقول الحربي: "أبو ملعقة ليس حالة نادرة في شوارعنا بل ثمة كثيرون مثله من المرضى النفسيين أو أولئك الأشخاص التي بعثرت خلايا أدمغتهم المخدرات والذين لا يجدون مكانا يمارسون فيه جنونهم أفضل من الشارع! وللأسف فإن المستشفيات المختصة باحتضان هؤلاء هي في الغالب مزدحمة بالنزلاء ولا يمكن الدخول إليها إلا بواسطة كبيرة تتبعها مجموعة من الوساطات الصغيرة للتأكيد، ولم تطرأ أي زيادة في عدد هذا النوع من المستشفيات والمصحات منذ زمن بعيد وكأن الناس لا يكثرون وكأن أشباه أبو ملعقة لا تتضاعف أعدادهم، فتكون نتيجة عدم توفر أسرة لهؤلاء في المصحات واحدة من اثنتين إما أن يكونوا ينتمون إلى أسر تحاول احتواءهم فتدفع هذه الأسر الثمن غاليا في كثير من الأحيان، أو أن يكونوا ينتمون إلى أسر كانت هي السبب الحقيقي في وصولهم إلى هذه الحالة فتطلقهم في الشارع كي يدفع المجتمع الثمن!".
ويلوم "الحربي" من لم يبادر لمنع الجريمة وإنقاذ الضحية: "مقاطع الفيديو التي فضحت هذه الجريمة تكشف أننا نعيش في زمن مختلف.. زمن أبو ملعقة! حيث لم يبادر أي أحد لمحاولة منع الجريمة التي تحدث في منتصف الطريق وتفرغ الجميع للتصوير بكاميرات الجوال! ولا يلام الناس على هذه السلبية الفاضحة فثمن الشهامة في كثير من الأحيان هو (الجرجرة) في أقسام الشرطة، ولكن عملية التصوير تكشف أن تعايش الناس مع سلبيتهم وصل إلى الحد الذي كنا نستغرب وجوده في بعض مدن العالم حيث يصرخ المستغيث طلباً للمساعدة دون أن يهب أحد لنجدته".
ويؤكد الحربي أن هذه "الجريمة البشعة جرس جديد يرن ضمن حفلة الأجراس التي لا تتوقف عن الرنين دون أن يسمعها أحد، ففي كل شارع يوجد أبو ملعقة، وما يحدث في منتصف الطريق جهارا نهارا أمام أعين الجميع يمكن أن يحدث أسوأ منه في الزوايا المظلمة، وأرقام كميات المخدرات التي يتم ضبطها والإعلان عنها تكشف حتما عن الحجم الهائل للمخدرات التي لم تضبط والتي ما كان لها أن تكون بهذه الكميات المرعبة لو لم يكن ثمة عدد كبير جداً من المدمنين، ورغم ذلك فإن مستشفيات الأمل أو المصحات المتخصصة برعاية مدمني المخدرات ومحاولة انتشالهم من وحل الإدمان قليلة جداً حين تقاس بعدد المحتاجين لرعايتها، حيث يعتبر الحصول على سرير في مستشفى الأمل إنجازا تاريخيا لا يصل إليه إلا من تعلق بحبال واسطة لا ترد ولا تصد.. لذلك يسير أبو ملعقة في منتصف الطريق فيقتل بدم بارد مقيماً مسكيناً تغرب عن دياره وأسرته بحثا عن حياة أفضل فسقط قتيلا لأنه تواجد في المكان الذي يوجد فيه أبو ملعقة".
وينهي الحربي قائلاً: "يمكن أن يأتي مريض أو مدمن آخر يمكن أن يكون اسمه (أبو شوكة) أو أبو (سكينة) فيقتل طفلا أو امرأة بغرض الاعتداء الجسدي أو السرقة أو ربما دون غرض فلا يجد الناس الموجودون في المكان ذاته شيئا يمكن أن يفعلوه سوى تصوير الجريمة بكاميرات الجوال ثم نشرها عبر الواتس آب.. ومع كل رسالة جديدة يستقبلها الجوال رنة صغيرة ومقطع فيديو.. وهكذا تستمر الأجراس في الرنين دون أن يسمعها أحد!".