مدمن المخدرات شخص مريض وضعيف يحتاج إلى المساعدة الطبية والمساعدة العلاجية المكثفة لتشخيص حالته بحسب مدة تعاطيه لنوعية المادة المخدرة، أسرة الزوج المدمن هي عالم أسري مليء بكل أنواع المعاناة، فالزوجة والأبناء دائماً ما يدفعون الثمن، وفي بعض الحالات الأسرية قد يكونون هم الثمن نتيجة ما يترتب عليه من ضعف الوضع المادي، فالزوج المدمن قد يكون ضعيف الدخل أو عاطلاً عن العمل فتتحمل أسرته الفقر والحاجة إلى الآخرين، وقد ينتكس وضع المدمن النفسي فيتحول إلى شخص عدواني مستعد لارتكاب الجريمة في سبيل الحصول على المال والأسوأ من كل ذلك السمعة، فأسرته قد تصبح منبوذة من أقاربه ومجتمعه بسبب سوء سلوكه ومصاحبته لأصدقاء السوء ويكون الأبناء وخاصة البنات هم الضحية عند الزواج فسمعة الأب تؤثر بشكل كبير على البنات وتقلل فرص الزواج المناسب لهن، هذا هو الوضع العام للزوج المدمن وأسرته بدون أن نخوض في تفاصيل كل أسرته فقد تكون هناك أسر أفضل من أسر في هذه الحالة تكون زوجة المدمن هي المحرك الرئيسي لدفة الحياة لأسرتها بكل ما تقابله من ألم مضاعف من غياب الزوج وهو موجود فتتحمل مسؤولية البحث عن فرصة علاجه واستمرارها كما تتحمل عبء مسؤولية المحافظة على الأبناء والبحث عن مصدر للرزق للجميع بمن فيهم الزوج، وصدمة الزوجة أيضاً ليس بالواقع الاجتماعي الذي يحيط بها فقط، إنما يقترن بواقع العلاج المختصر المخصص لعلاج حالات المدمنين، فمن المعروف أن علاج المدمنين للمخدرات في مستشفيات ومصحات الإدمان في جميع أنحاء العالم المتحضر والذي يملك إمكانات علاجية عالية من مستشفيات وأطقم طبية متخصصة لابد أن يمر بمراحل علاجية لقياس تجاوب المدمن مع العلاج وبعد انتهاء فترة العلاج وخروج المدمن من المستشفى يخضع أيضاً إلى فترة أخرى من مراحل الرعاية اللاحقة للمدمنين ومراقبة مدى اندماجهم الطبيعي داخل أسرهم خوفاً عليهم من أية انتكاسات غير متوقعة قد تضر بالمدمن وأسرته. وحكاية علاج المدمن لدينا تختلف وأنا لا زلت أتذكر تلك الزوجة التي استعانت بالجريدة للكتابة عن مشكلتها وتطلب منا أن نقف معها وأن نساعدها يوم تقطعت بها السبل وتقول إلى أين أذهب؟؟ ولمن اشتكي؟ فقد ابتلي زوجها بالإدمان وفي كل مرة تقوم بادخاله إلى مستشفى الأمل للعلاج وبعد فترة قصيرة لا تتعدى شهراً أو شهرين يتم اخراجه من المستشفى بحجة شفائه وهي فترة لا يمكن أن تكون كافية للعلاج إلى درجة أنه في إحدى المرات انتكست حالته وأصبح يهددها بناتها بالقتل وأصبحت هي وبناتها يعشن الخوف في كل يوم، فهل علاج المدمن الذي استمرت فترة إدمانه عشر سنوات يستطيع أن يشفى في فترة قصيرة ثم يخرجه من المستشفى إلى العالم الخارجي بعذر عدم وجود أسرة في المستشفى وعلى الأقل لا يحظى بزيارات الأخصائيين الاجتماعيين التابعين للمستشفى لتتحقق له الرعاية اللاحقة المطلوبة بعد العلاج والاهتمام المتواصل وهو داخل أسرته حتى تستقر حالته الصحية فهو وإن خرج من المستشفى فلا يزال يحتاج إلى المساعدة للاندماج الاجتماعي ومنح الثقة ليعود شخصاً سوياً من جديد. [email protected]