واصلت الصحف الإنجليزية هجومها المستمر على خبر استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022. فبعد الاتهامات التي وجهتها صحيفة "الجارديان" ضد مسؤولين قطريين بالرشوة من أجل استضافة كأس العالم، نشرت صحيفة "الديلي ميرور" اللندنية تحقيقاً جديداً بالفيديو مؤكدة فيه الحالة المزرية التي يعيشها العمال واستغلال حاجتهم بالتزامن مع بدء العمل في بناء ملاعب كأس العالم التي تستضيفها الدوحة في 2022. وقد تحدث التقرير الذي كان بعنوان "1200 عامل آسيوي كانوا ضحايا استضافة قطر لكأس العالم" عن انتهاك حقوق العمالة هناك، ومعاملتهم كمستعبدين.
وتحدث أحد العمال على حد قول الصحيفة اللندنية قائلاً: "يعاملوننا كعبيد وليس كعمال. حياتنا رخيصة في قطر، نحن هنا مسجونون، جوازاتنا محجوزة لديهم".
وذكرت الصحيفة في ثنايا التقرير أن 1200 عامل هندي ونيبالي على الأقل ماتوا بالفعل منذ بدء المشروع الذي تبلغ تكلفته 138 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 4000 قبل انطلاق كأس العالم.
ووفقًا للتقرير الذي تناقلته وسائل الإعلام البريطانية، بما فيها البي بي سي، فإن المشكلات الأخرى تشمل المياه المالحة التي تقدَّم للعاملين في المخيمات لأغراض الطهي والغسيل، بجانب مطالبة أصحاب العمل للعمال بإيداع مبلغ 275 دولارًا قبل السماح لهم بالمغادرة لقضاء الإجازات لإجبارهم على العودة. وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المديرين أشار إلى العمال لديه بأنهم "حيوانات".
وتعهدت السلطات القطرية بأن يتم توفير المناخ الملائم للعمال الذين سيشتغلون في تشييد ملاعب كأس العالم، لكنها لم تصدر أي تعليق على هذا التقرير.
واشتمل التقرير على شهادات عمال من آسيا، يعملون في شركة بناء تعمل على تشييد مقر "فيفا" أثناء كأس العالم، ذكر فيها أحد العمال من نيبال أنه يتم تشغيلهم سبعة أيام أسبوعياً لمدد تتجاوز ال12 ساعة يومياً، وفي درجات حرارة مرتفعة.
وقال التقرير إن الانتهاكات بلغت في بعض الأحيان تعرضهم للتهديد بدفع غرامات أو الترحيل حال الاعتراض على العمل دون الحصول على أجر في بعض الأحيان.
وقال: "من غير المقبول بتاتاً في بلد من أغنى بلدان العالم أن يتعرض هذا العدد الكبير من العمال الأجانب لاستغلال وحشي، وأن يُحرموا من تقاضي أجورهم، وأن يُتركوا ليعانوا أشد المعاناة في تدبير أمور معيشتهم".
يُذكر أن قطر التي تواجه مهمة إكمال المنشآت الخاصة بدورة كأس العالم في موعدها تستخدم أعداداً متزايدة من العمالة الوافدة لديها، البالغ عددها 1.8 مليون عامل، في تشييد الملاعب والمنشآت الرياضية.