وصف الطفل السوري "أيمن"، الذي يعيش مع أسرته اللاجئة في الأراضي اللبنانية، إحدى حافلات الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين؛ بأنها "حافلة الطعام". وظل الطفل يركض نحو الحافلة، وهو أشعث الشعر بالي الهندام تبدو عليه ملامح العوز والحاجة، وتعلو أمارات التشرد قسمات وجهه البريء، رغم أن عمره لا يتجاوز ثمانية أعوام. وقال الطفل "أيمن": "حافلات الطعام" السعودية- يقصد بها الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين- قد أتت لتقدم لنا الطعام والبطانيات والملابس، وأنا أنتظرها لنأكل بعدما مرت أوقات طويلة ونحن جائعون.
وقالت والدة الطفل أيمن أحمد: "أبنائي لا يفقهون سوى أن المملكة العربية السعودية تأتي بحافلات لتقدم لهم الطعام والملبس وهم ينتظرونها، ويسألونني ببراءتهم: أين تقع السعودية؟ وهل نستطيع الذهاب إليها لنأكل طول الوقت؟؛ اعتقادًا منهم بأن المملكة تحتوي على ألذ الأطعمة واللحوم والحلوى".
وأضافت: "هذه القناعة تولدت لدى أبنائي نظراً لكثرة المعونات السعودية التي تصلنا من المملكة، التي تواصل تقديم يد العون لكل المنكوبين في بقاع العالم، حتى باتت مملكة الإنسانية بالنسبة لكل الأوطان العربية والإسلامية".
في سياق متصل، قالت رؤى ناطور، وهي لاجئة سورية في لبنان وأم لخمسة أطفال: "المساعدات والمعونات السعودية جعلتنا نعيش ونكمل الحياة بصورة جيدة، بعد أن عانينا التشرد وهدم البيوت والجوع والقصف والقتل".
وأضافت: "لقد خرجنا من سوريا ونحن لا نملك شيئاً، وكنّا مشردين في الشوارع اللبنانية نحن وأبناؤنا، وكنّا عالة على المجتمع اللبناني، ولولا فضل الله ثم المساعدات الصحية والتعليمية والعينية السعودية لنا كلاجئين؛ لظلّت حياتنا على هذا الحال".
وأشادت رؤى ناطور بالرعاية التي تقدمها الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين، وقالت: "الحملة لا تكتفي بتقديم المأكل والمشرب والكسوة، بل تهتم بتعليم اللاجئين السوريين وتقديم الرعاية الصحية لهم".
وقد حرصت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، في كل من لبنان وتركيا والأردن منذ بداية أزمة اللاجئين السوريين وحتى الآن، على تنفيذ مجموعة كبيرة من البرامج والمشروعات الإغاثية والمساعدات الأخرى.
وأشرفت الحملة على تنظيم وإعداد البرامج الإيوائية والغذائية والصحية والتعليمية عالية المستوى؛ لإبراز مدى لحمة الشعب السعودي مع قيادته في كل المواقف الصعبة؛ حيث شهد تاريخ طويل على المشاهد التي توحدت فيها المشاعر في "مملكة الخير" بين شعب العطاء وقيادته الحكيمة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
وتتواصل مبادرات مملكة الإنسانية النابعة من التزاماتها الأخلاقية تجاه المناطق المنكوبة والمتأثرة في الدول المتضررة؛ وذلك في إطار الشراكات الفاعلة مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإنساني؛ بهدف إيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وتهدف المملكة إلى تجسيد المعاني الإنسانية وإعلاءً لقيم التراحم والتعاطف والتكافل، التي تتمسك بها في إطار حرصها على الوفاء بهذه المهام الإنسانية في جميع أرجاء العالم.
ومن أمثلة هذه الجهود: حرص المملكة على مدّ يد العون إلى الشعب السوري الشقيق ونصرته ومساعدته، من خلال جهود "الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا"، بإشراف ومتابعة وزير الداخلية المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية السعودية، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
ويبذل وزير الداخلية جهوداً مباركة على صعيد الإشراف على هذه المساعدات وتوزيعها في أماكن تواجد الشعب السوري الشقيق في دول الجوار، بصورة تجسّد الدور الريادي للمملكة في مجال العمل الإنساني، في العالم الإسلامي على وجه الخصوص والعالم أجمع على وجه العموم.
ووصف وزير الداخلية ما تشهده سوريا بأنه "أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر"، وأكد أن ما تقدمه المملكة العربية السعودية في سياق إغاثة ونصرة السوريين، يأتي وفقاً لما اعتادت عليه من مواقف مشرفة يحث عليها الدين الحنيف، وتستدعيها الظروف من دون أي مفاضلة أو تمييز.