حظرت وزارة الثقافة والإعلام رواية "مغتربة في الأفلاج" للكاتبة السعودية بشائر محمد ومنعها من الفسح داخل المملكة, فيما قال المشرف على الإعلام الداخلي المتحدث باسم وزارة الإعلام عبدالرحمن الهزاع ل"سبق" إنه اطلع على روايات الكاتبة التي كانت تحوي عدة مذكرات جاءت باسم "مغتربة في الأفلاج" وقد وجد داخلها بعض الملاحظات والإساءات. لكن بشائر الكاتبة في جريدة الوطن طالبت وزير الإعلام برفع الحظر عن رواياتها ومنحها الفسح. قرار الوزارة جاء تلبية لطلب أهالي ومسؤولي محافظة الأفلاج الذين توجهوا إلى وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز محيي الدين خوجة طالبين عدم السماح بالفسح لرواية الكاتبة "لما في ذلك من استهزاء وسخرية لعادات وتقاليد أهالي الأفلاج". ونشرت جريدة الوطن السعودية الرواية على شكل مذكرات تطرقت فيها لبعض أجهزة الدولة وتناولت أجزاء من القضايا الاجتماعية التي رصدتها إبان عملها معلمة في أحدى القرى التابعة للأفلاج بصورة مغايرة للحقيقة على حد قولهم. وقال أهالي الأفلاج إنها وصفت الأفلاج في رواياتها بأنها محافظة سيئة من الناحية الاجتماعية والعمرانية وهذا وصف لا يليق بالأفلاج وأهلها بل إن بعض الأشخاص يحكم على الآخرين من خلال صورته الذاتية نفسها وبضميره المخفي الذي يشوبه أمور قد تخفى على بعض الناس. وأثارت هذه الروايات الجدل والغضب في أوساط مجتمع الأفلاج حيث أخذ البعض يهددها بالقتل إذا استمرت بها الحال على هذا النمط. وقال محافظ الأفلاج سعد بن عبدالعزيز بن سحيم أن هذه "الروايات التي كتبتها بشائر محمد عن الأفلاج بطريقة غير مقبولة في جريدة تمثل الوطن باسمها فيها ما يثير للفتنة ويصنع التفرقة وقد يخلق قضايا أمنية". وأضاف أن "الكاتبة استغلت قلمها الإعلامي في ظل غياب الرقيب بمقالات معدومة الفائدة وتجردت عن الإنسانية وأخذ قلمها ينحني لأفكار وتيارات غربية". وقال: "نحن نطالب وزارة الثقافة والإعلام بالوقوف على روايتها وعدم إعطائها السماح بالطبع لمذكراتها ومعاقبتها على ما كتبته في جريدة الوطن"، مشيراً إلى أنه "تم الرفع لأمارة منطقة الرياض ووزارة الإعلام بهذا الخصوص وقد أوعدونا خيراً بالنظر في هذا الموضوع بكل جدية وحزم". وأضاف عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن برجس الدوسري قائلاً: "أضم صوتي لصوت أهالي الأفلاج ومسئوليها وأطالب وزارة الثقافة والإعلام بعدم السماح لهذه الروايات بالفسح لطباعتها لأنها مخالفة للعرف الصحفي ولا تستحق النشر فهي انطباعات شخصية ويخشى أن يكون للكاتبة توجه آخر أو طائفي فهذه إشكالية لوحدها حينما يكون هناك دوافع أخرى أو أخذ موقف بسبب توجه ما". وقال إن "كل كاتب حر يعطي انطباعاته عن ما عايشه أو شاهده سواء سلبيا أو إيجابيا لأنه من باب الحرية لكن أن يتعدى الأمر إلى إنقاص في حق البلد والمجتمع فهذا غير مقبول والأفلاج جزء من المجتمع وهي من المحافظات التي تمر حالياً بمرحلة نهوض وتطور في شتى المجالات العمرانية والمنشآت التعليمية والثقافية وهذا كأنه لايعني للكاتبة شي خاصة أنها عملة فترة طويلة في الأفلاج".