أتابع بشغف المقالات التي تكتبها بشائر محمد في صحيفة الوطن التي ذكرتني بيوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم ، وقد وجدت فيها ماوجدت في كتاب الحكيم من وصف رائع للواقع وما فيه من مشاق ومفارقات ، وهو ليس كأي واقع بل هو واقع معزول عن العالم يعيش دنياه وتقاليده الخاصة ، واقع لم يدخل عالم القرن الواحد والعشرين ، وهذا الواقع هو الأفلاج وبالذات مدينة ليلى عاصمته التي سميت باسم ليلى معشوقة قيس بن الملوح ، ويقال إنهما عاشا في هذه المرابع ، وبشائر معلمة اختارت أن تدرّس في الأفلاج وهي تصف لنا باسلوب سردي رائع رحلتها من الأحساء إلى الأفلاج في اوتوبيس النقل الجماعي ابتداء من محطة الاتوبيس التي " كانت تعج بالمسافرين والمنتظرين لرحلتهم ، أحدهم نام متوسدا حقيبته والآخر يحاول الاستمتاع بوجبة سريعة ..الخ ثم تصف الرحلة في الأتوبيس التي استغرقت ثماني ساعات ، وبعد أن وصلت هي وأبوها المحرم إلى المحطة المرتقبة لم يجدا إلا فندقا نصف نجمة نصف مبناه من الزنك ، وبالطبع لم يكن لهما خيار إلا الإقامة فيه ، ثم تصف رحتلها الأولى من الفندق إلى المدرسة في طريق سماه أهل البلدة طريق الموت يمتطون سيارة جمس سبيربان تحمل أكثر من عشرة ركاب ، وكادوا لولا لطف الله يتعرضون للاصطدام بشاحنة كبيرة ، ثم تستمر في وصف حياتها بالأفلاج.. والحكاية لم تنته ، وسأتابعها بشغف معترفاً أن هذه المذكرات أو المقالات هي أجمل ما قرأت في الأعوام الأخيرة .