رفضت رقابة المطبوعات في وزارة الثقافة والإعلام فسح رواية بعنوان «مغتربات في الأفلاج» للكاتبة السعودية بشائر محمد، مبررة ذلك - بحسب ما ذكرت بشاير محمد ل «الحياة» - بأن الرقابة أبلغتها شفهياً بأن الرواية فيها إساءة لأجهزة الدولة، وإساءة لموظفي الإدارات الحكومية والإساءة لجهاز هيئة الأمر بالمعروف ومحاولة إثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد، واستغربت الكاتبة بشاير محمد هذه المبررات، لأن الرواية نشرت على فصول في الزميلة «الوطن» قبل شهور وتساءلت قائلة: «لا أدري أين كانت الرقابة وقت نشر هذه الرواية في صحيفة الوطن». وحول توقعها تجاوب وزير الثقافة والإعلام مع قرار منع الفسح، قالت: «بعيداً من توقعاتي وعما إذا كنت متفائلة أم محبطة، اعتقد أن الوزير يتفاعل مع مثل هذه القضايا ايجابياً لأنها من صميم عمله، ونحن نعول على وزيرنا المثقف كثيراً، وبما أنه عودنا أن يكون حاضراً وبقوة ومتفاعلاً بشكل ايجابي مع كل القضايا التي تهم الأدباء والمثقفين فانا أتوقع منه رداً»، مضيفة أن «الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة ومنذ تعيينه أخذت ملامح خريطة الثقافة عندنا بالتحول نحو الأفضل، قد يحتاج الأمر بعض الوقت لإحداث الكثير من التغيير، لكنه سيحدث لا محالة»، وحول وضع الرقابة في السعودية، قالت: «لا تختلف الرقابة عن غيرها من الأمور التي تقلق المثقف أو الأديب وتجعله يشعر بالاختناق أحياناً بخاصة ونحن في عصر الفضائيات والانترنت والآفاق المفتوحة على مصراعيها، لذلك لابد أن تطاولها يد التغيير، ولن يحدث هذا التغيير ما دام الأمر منوطاً بمزاج هذا أو ذاك بلا ضوابط واضحة وصارمة وقوية لمعرفة الفيصل بين ما يجوز وما لا يجوز ولن يحدث هذا الأمر ما دامت الرقابة معقودة بنواصي بعض الموظفين الذي لا يملكون حساً ثقافياً أو أدبياً بل قد يكونون أبعد ما يكون عن الأدب أحياناً». وحول اختيار اللغة السهلة والبسيطة قالت بشاير: «عمدت في كتابة الرواية إلى اللغة السهلة البسيطة والتي تزخر كذلك بالكثير من المفردات والجمل العامية، لإيماني بأنها كانت ضرورة تقتضيها واقعية الرواية، فهي تحكي واقع معلمات مغتربات ويومياتهن بكل تفاصيلها الدقيقة في الألم والحزن والفرح والغيرة والتذبذب والحيرة «ومحاولة تحويلها إلى الفصحى بشكل كامل سيفقدها الكثير من رونق الواقع المعاش سواء كان مؤلماً أم سعيداً، وان ذلك ساعد في إدخال كل شرائح المجتمع إلى قلب معاناة هذه الفئة المضطهدة ومنحهم الفرصة بصدق لتقويم هذا الواقع المر، فكان لي ما أردت». يُذكر أن الكاتبة بشاير محمد أصدرت رواية بعنوان «ثمن الشوكولاته» 2007 عن دار فراديس في البحرين، وديواناً شعرياً بعنوان «خيلاء العتمة» 2006 عن دار الكفاح.