أجاز إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور سعود الشريم، البوفيه المفتوح، مخالفاً الفتوى التي صدرت من الشيخ صالح الفوزان بتحريمه، وقال الشريم: إن "الأصل في المعاملات الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بدليل يجب الرجوع إليه؛ لقول الله- عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرم الربا". وأوضح الشيخ "الشريم" أن "مدار الخلاف في قول من أجاز البوفيه المفتوح وقول من حرمه؛ هو: هل الجهالة متحققة في هذا البيع أم لا؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- "نهى عن بيع الغرر". رواه مسلم. وينبني على هذه المسألة مسائل كثيرة مشابهة لها؛ مثل: دخول صالة ألعاب بثمن معين، واللعب دون مدة أو عدد معين، وكذلك بيع كل شيء بريال، أو نحو ذلك.
وتابع: "من تأمل المسألة وجد أن الثمن معلوم، والطعام أمامه معلوم، وفي الغالب أنه يعلم مقدار أكله، ولا تضره جهالة يسيرة يصعب التخلص منها غالب الأحيان، ولأن المراد من البوفيه أكل شيء يشاهده؛ فلا جهالة فيه إذن، ولا علاقة له بشبع المشتري؛ لأنه لا تأثير له في الحكم، وإنما التأثير في معرفة المأكول".
ودعا "الشريم" الأمة إلى "أن ترعى حق علمائها بتوقيرهم وإنزالهم منازلهم من العلم والمعرفة والثقة؛ فقد حمَّلهم الله الاجتهاد والفتوى، وليس عيبًا أن يكون هناك سؤال عن حكم البوفيه المفتوح، وليس عيبًا على العالم أن يفتي فيه؛ فلكل سؤال جواب، وليست الفتوى مختصة بالمسائل الكبار فحسب".
وأضاف: "لا ينبغي احتقار أي سؤال في العبادات أو المعاملات مهما صغر شأنه، فقد قيل لسلمان الفارسي: قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة" يعني قضاء الحاجة.