أعلن مدير جامعة أم القرى د.بكري عساس، اعتماد المبنى الرئيس لكليةِ طب الأسنان بالمدينة الجامعية بالعابدية، المقام على مساحةِ مئةِ ألفِ مترٍ مربعٍ، بحيث يستوعب ألف طالب، وألف طالبة، أربعونَ في المئةِ منهم يمثلونَ الدراسات العليا: البورد، والماجستير، والدكتوراه. إضافةً إلى زيادةِ عددِ العياداتِ التعليمية إلى ثلاثمائةٍ وخمسين عيادةً. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم، في حفل افتتاح "ملتقى الابتكار في طب الأسنان" الذي تقيمه كلية طب الأسنان، بفندق هيلتون بجدة لمدة يومين، برعاية وزير التعليم العالي د. خالد العنقري، ومشاركة متحدثين عالميين مختصين في مجال طب الأسنان، ونقل التقنيةِ الحيويةِ، من المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدةالأمريكية، والصين وبريطانيا.
وبين عساس أن الملتقى يعتبر أولَ ملتقىً طبيٍّ على مستوى الشرقِ الأوسطِ يتخصص في نقلِ التقنيةِ الحيويةِ والاقتصادِ المعرفيِّ في مجالِ طبِّ الأسنانِ، بمشاركةِ كوكبةٍ متميزةٍ من الباحثينَ، وأكثرَ من ثلاثينَ شركةً متخصصةً في قطاعِ طبِّ الأسنانِ، إضافةً إلى مجموعةٍ من الفرقِ التَّطَوّعيةِ النشطةِ في مجال التوعيةِ الصحيةِ، معتبراً أن مسيرةَ الكليةِ تعد أنْموذجاً يحتذَى في الجدِّيةِ والعطاءِ وسرعةِ الإنجاز.
وأكد أنَّ الملتقى يأتي في سياقِ تحقيقِ تطلّعاتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ، لتحويل اقتصادِ المملكةِ من اقتصاد نفطيّ إلى اقتصادٍ يعتمد على المعرفةِ والابتكارِ وريادةِ الأعمالِ ونقلِ التقنيةِ، لتحقيقِ التعاونِ مع الهيئاتِ والشركاتِ والمؤسساتِ العلميةِ، شاكراً وزير التعليم العالي على رعايته للملتقى، وعميد الكلية د.محمد بياري لجهوده في تنظيم الملتقى.
بدوره، بين عميد كلية طب الأسنان د. محمد بياري أن الملتقى يعد نقطة تحول جديدة في إقامة المؤتمرات والملتقيات واللقاءات العلمية بمجال طب الفم والأسنان للانطلاق إلى آفاق أرحب وأوسع من مجال التخصص التقليدي إلى مجالات الاختراعات والإبداعات.
ولفت إلى أن الكلية وبالرغم من عمرها القصير الذي لا يتجاوز الخمس سنوات، إلا انها تواكب كل ماهو جديد ومميز في مجال التعليم والتدريب والعلاج بطب الأسنان، حيث أنشأت مستشفى الأسنان التعليمي وهو الأحدث من نوعه على مستوى المملكة، لافتاً إلى امتلاكها منهجاً أكاديمياً فريد من نوعه بالتعاون مع جامعة تفتس الأمريكية يتميز بترابطه الأفقي والعمودي فيما يعرف في مجال التعليم الطبي ب (integration vertical and horizontal) والعديد من البرامج الصحية.
وكرم مدير الجامعة المتحدثين ورؤساء الجلسات العلمية ورعاة الملتق،ى كما افتتح المعرض المصاحب التي تشارك فيه أكثر من ثلاثين شركة متخصصة في قطاع طب الأسنان والتقنيات لعرض آخر منتجاتهم الطبية والمعدات وآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في المجال الصحي.
وعقب ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد عشر محاضرات علمية تحدث في الأولى استشاري علاج وجراحة اللثة بمستشفى الملك فيصل التخصصي البروفيسور سلطان المبارك، عن كيفية تعزيز ملكة الإبداع والابتكار لإنتاج الأفكار ثم منتجات جديرة بالاهتمام، عقبه تناول المحاضر بكلية الإدارة بجامعة بوسطن د.أشلي جيه ستيفنز، موضوع فرص نقل التكنولوجيا في بحوث صحة الفم.
وتلاه كلمة لمدير إدارة التراخيص في مكتب نقل التكنولوجيا بجامعة إيموري بالولايات المتحدةالأمريكية، البروفيسور كال لينون، عن بناء العلامة التجارية الخاصة بالمبتكر التكنولوجي، وأفضل الممارسات في تصميم وإجراء البحوث التي من المتوقع أن تولد نتائج تجارية ذات صلة.
ثم تطرق البروفيسور المختص بعليم الجينات من كلية طب الأسنان بالجامعة شاهد صديقي إلى موضوع الخلايا الجذعية الوسيطة، أشار فيها إلى تطور طب الأسنان عالميا لفهم الأمراض المرتبطة بالخلايا الجذعية واستكشاف جدوى ترجمة هذه الاكتشافات المخبرية إلى علاجات سريرية بديلة، ثم تحدث الأستاذ المشارك في الفيزياء الحيوية لطب الأسنان بلندن د.بول أندرسون عن آثار الأيونات المعدنية للحد من تسوس وتحلل طبقة المينا في الأسنان مستعرضا قدرة الأيونات المعدنية للعمل كمضادات لمكافحة التآكل من خلال سلسلة من الأبحاث الفيزيائية والكيميائية والمسح الضوئي الإشعاعي.
وتواصلت الفعاليات بمحاضرة للمحاضر بكلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية د.محمد زمخشري تناول فيها التكنولوجيا والابتكار في مجال الرعاية الصحية ثم تطرق البروفيسور تيم واتسون الاستشاري الفخري في طب الأسنان الترميمي في لندن إلى استخدام الضوء لتشخيص اضطرابات الأنسجة الصلبة واللينة، مبينا أنه يمكن لتقنيات الحفر بالسنابل وكشط قطع الأسنان أو مع التصوير السريري، توفير صور الفيديو للتفاعلات عالية السرعة.
وتلاه شرح الرئيس التنفيذي لشركة يبرتفيل للأدوية بالولايات المتحدةالأمريكية، د.عمران أحمد عن تقنية النانو في الطب، مبيناً أنها لعبت في السنوات الأخيرة دورا مهما في اكتشاف الأدوية وتطويرها، كما تناول رئيس قسم أحياء الفم بكلية طب الأسنان بجامعة بافالو بنيويورك البروفيسور فرانك سكبانيكو، موضوع المؤشرات الحيوية اللعابية لمرض اللثة.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بمحاضرة العميد الفخري بكلية طب الأسنان بجامعة كولومبيا بنيويورك البروفيسور إيرا لامستر، حول مستقبل تشخيص أمراض الفم والأسنان أوضح فيها أنه زاد فهم تشريح أمراض الفم والأسنان بفضل الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة والتصوير الحديث ولكن بالرغم من تطور التكنولوجيا إلا أن تشخيص المرض وتحديد خطورته لم تتقدم في العقود القليلة الماضية بشكل ملحوظ.