يعقد كرسي الشيخ علي الشهري للسمنة في جامعة الملك سعود في فندق الفور سيزون بالرياض، الثلاثاء المقبل، المؤتمر الدولي للسمنة الذي يشارك فيه مجموعة من المختصين والخبراء وصناع القرار في مجال أبحاث السمنة وعلاجها من مختلف دول العالم. ويناقش المؤتمر ضمن محاوره العلاجات المختلفة من حميات متنوعة ووصفات النشاط البدني إلى العلاجات البديلة ثم الدوائية والجراحية. وتأتي أهمية هذا المؤتمر في وقت تناقَش فيه مسألة العلاجات الدوائية مقابل الأعشاب العلاجية لتخفيف الوزن والسمنة، إضافة إلى أنه موضوع مطروح دائماً على طاولة النقاش، والعالَم يتساءل عن جدوى العلاج الدوائي للسمنة مقارنة بالبدائل العشبية ذات المصدر الطبيعي. وقال الدكتور عايض القحطاني، الأستاذ في كلية الطب المشرف على كرسي علي الشهري لأبحاث السمنة في جامعة الملك سعود: إنَّ المؤتمر يشارك فيه مجموعة من المختصين والخبراء وصناع القرار في مجال أبحاث السمنة وعلاجها من مختلف دول العالم. وأوضح أن المؤتمر سيطرح تساؤلات عدة أمام الحضور خلال مناقشة محور البدائل العشبية، وذلك من خلال معرفة الضرر من ذلك، ومدى فاعليته في حرق الدهون، وأمان هذه العلاجات على صحة الفرد في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء. والمعروف أنه منذ سنوات عدة والعالم يبحث هل الدواء الكيميائي الخاضع للأبحاث والدراسات أحد الحلول العلمية للمعالجة أم الوصفات العشبية التي يقول خبراؤها إنها لا تضر بالجسم وإنها من مواد طبيعية تساعد على نزول الوزن بطريقة ما، بمساعدة أو بدون مساعدة ممارسات البدائل الأخرى كالإبر الصينية والزيوت العطرية وما إلى ذلك؟ ويُلقي نخبة من خبراء عالميين ومحليين في علم العلاج بالبدائل العشبية والعلاج الحديث للسمنة محاضرات تناقش مدى توثيق هذه الجهود علمياً ومدى صحتها، ودعم الأبحاث واعتمادها من هيئة الغذاء والدواء في العالم، وكيف تأثيرها الحقيقي بطريقة علمية؟ أم هي أمر لا يزال يخضع للتجارب وليس عليه إثباتات كافية. وأكد القحطاني أن المؤتمر سيُسلّط الضوء على مُعدّل السمنة بين السعوديين، التي تصل إلى أكثر من 70%، خاصةً بين الأطفال والشباب الذين يمثلون ما لا يقل عن 50% من السكان. وتابع القحطاني: سيناقش المؤتمر جراحات السمنة التي برزت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت من أهم الحلول للقضاء على السمنة والأمراض المصاحبة لها، بل أصبحت الحل الذي يشفي من أكثر من 90% من أمراض السمنة مثل الضغط والسكري وارتفاع الدهون وغيرها. وتحتاج هذه العمليات إلى فريق متخصص ومؤسسة صحية ذات تأهيل وكفاءة عالية من أجل متابعة هذه العمليات وأثرها في مريض السمنة وشروط إجرائها وتحديد المستفيدين منها وآليات تقييم المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة. ونظراً لانتشار عمليات السمنة وما قد يصاحبها من القيام بعمليات تجميل للترهلات التي قد تحدث بعد عمليات السمنة، على اعتبار أن هذا الموضوع أحد التخصصات النادرة والحديثة نسبياً، الذي يدور حوله الكثير من النقاش، خاصة ببن المتخصصين؛ حيث إن الجسم قد يصاب بترهلات في البطن واليد والأرجل؛ فإنه يجري حالياً العمل على إجراء هذه العمليات في عملية واحدة على عكس النمط السائد الذي ينص على عمل كل عملية جراحية على حدة. وبيّن أستاذ الطب في جامعة الملك سعود أن هذه العمليات تحتاج إلى دقة ومهارة فائقة ورعاية طبية متميزة، ولأهمية هذا الموضوع قام كرسي علي الشهري للسمنة بتخصيص أحد محاوره لمناقشة هذا الأمر؛ حيث تمت دعوة الأستاذ الدكتور آلي سيد خبير جراحات التجميل بعد عمليات السمنة، الذي يُعتبر من القياديين الذين هم على قمة الهرم في هذا المجال؛ حيث سيُلقي بعض المحاضرات، كما أنه سيجري عمليات على المرضى الذين تنطبق عليهم الشروط. وأضاف القحطاني بأن التوقعات تشير إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل بالمملكة مصابون بالسمنة، وأكثر من 36% من سكان المملكة مصابون بمرض البدانة القاتلة؛ الأمر الذي أدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، منها أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى زيادة الدهون و"الكولسترول" وحصوات المرارة والسكري، إلى جانب بعض أنواع السرطانات والتهاب وآلام المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض النفسية.