أعلنت وزارة الصحة، اليوم الأحد الموافق 8/ 5/ 1435ه، نتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في المملكة العربية السعودية، بحضور العديد من الجهات العلمية والمختصين. وجاء إعلان هذه النتائج وفقاً لدراسة جديدة أجرتها الوزارة بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطنالأمريكية، والتي تعتبر إحدى توصيات المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية والذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين في مدينة الرياض خلال الفترة 23-25/ 10/ 1433ه.
وقال وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة: "الدراسة البحثية التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع جامعة واشنطن تمت على عينة ممثلة للمجتمع السعودي من كافة المناطق الإدارية "13 منطقة" وذلك بالتنسيق مع مصلحة الإحصاءات العامة وشملت الأشخاص البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة".
وأضاف: "السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول، بالإضافة إلى التدخين تعد من أهم عوامل الخطورة التي تؤثر على زيادة المصابين من أفراد المجتمع في المملكة العربية السعودية".
وأردف: "الأمراض غير السارية تعتبر مشكلة صحية كبيرة في كافة المجتمعات على مستوى العالم وستستمر في الزيادة ما لم تتخذ الإجراءات المناسبة للوقاية منها، وتقوم الوزارة بحملات مكثفة للكشف عن هذه الأمراض وتشخيصها بهدف الوقاية منها ومن ثم التدخل العلاجي المناسب في حالة الإصابة بها، ونؤكد أن هدف وزارة الصحة الأسمى هو الوقاية ومنع الإصابة بهذه الأمراض، إضافة إلى توفير خدمات الرعاية الصحية للمرضى".
إلى ذلك كشفت نتائج الدراسة أن معدل انتشار داء السكري بلغ 13.4% منها 14.8% عند الذكور، و11.7% عند الإناث، كما يرتفع المعدل مع التقدم بالعمر حيث بلغت حوالي 7.8% في الفئة العمرية 25-34 سنة، ليصل إلى 50.4% في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر.
وأظهرت الدراسة أن نسبة انتشار ما قبل الإصابة بداء السكري عند الذكور بلغت 17% أي ما يعادل 1.29 مليون مصاب، وعند الإناث 15.5% أي ما يعادل 1.1 مليون مصابة، كما يقدر عدد المصابين بداء السكري في المملكة بحوالي 1.1 مليون من الذكور، منهم 546 ألفاً يتناولون علاج داء السكري، كما أن 275 ألفاً من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم.
وأوضحت الدراسة أن 775 ألفاً من الإناث مصابات بداء السكري منهن 356 ألفاً يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألفاً مصابة بداء السكري غير المسيطر عليه.
وفيما يتعلق بالسمنة، كشفت الدراسة أن معدل انتشار السمنة وفقاً للمؤشر على النحو التالي: - كتلة الجسم 30 كغ/م2: 28.7%، وكانت أعلى عند الإناث بنسبة 33.5% مقارنة ب 24.1% لدى الذكور، كما يزيد معدل انتشار السمنة مع التقدم بالعمر حيث بلغت النسبة أعلاها في الفئة العمرية 55- 64 سنة بمعدل وصل حتى 48.0%.
- كتلة الجسم 40 كغ/م2: بلغ 2.5% لدى الذكور مقارنة ب 4.7% لدى الإناث. وقال وكيل الوزارة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش: "سنستفيد من نتائج هذا البحث في التخطيط السليم من أجل تحسين مكافحة عوامل الخطورة التي يمكن الوقاية منها، ونؤكد أن تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني سيكون له الدور الأهم في خفض معدل انتشار الأمراض غير السارية".
وبخصوص انتشار ارتفاع ضغط الدم فقد أوضحت نتائج المسح الصحي أن معدل انتشاره بلغ 15.1% منها 17.7% عند الذكور بينما بلغ عند الإناث 12.5%، كما تزداد معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر، حيث سجل أعلى معدل إصابة في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر بنسبة بلغت 65.2%.
وأظهر المسح أن نسبة انتشار ما قبل ارتفاع ضغط الدم عند الذكور بلغت 46.5% أي ما يعادل 3.04 ملايين وبلغت النسبة عند الإناث 34.3% ما يعادل 2.18 مليون.
وقدرت الدراسة عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم في المملكة ب 1.16 مليون من الذكور بالإضافة إلى 705 آلاف مصابة من الإناث بنسبة إجمالية تقدر ب 15.1%، كما تم تشخيص الإصابة عند 500 ألف من الذكور و415 ألفاً من الإناث، كما يقدر عدد الخاضعين للعلاج 383 ألفاً من الذكور و353 ألفاً من الإناث، علماً بأن 220 ألفاً من الذكور و 170 ألفاً من الإناث لا يسيطرون على مرضهم.
أما بشأن النشاط البدني، فقد وجد المسح أن حوالي نصف الإناث السعوديات غير ممارسات لأي نشاط بدني على الإطلاق، في حين أن 29% منهن يمارسن نشاطاً بدنياً خفيفاً، أما عند الذكور فبلغت نسبة الرجال غير الممارسين لأي نشاط بدني على الإطلاق 33% وبنفس النسبة تقريباً كانت نسبة ممارسي النشاط البدني الخفيف.
وفيما يتعلق بارتفاع الكولسترول، فقد بلغ معدل انتشار ارتفاع الكولسترول 8.5% وكان عند الذكور 9.5% وعند الإناث 7.3% وتزداد معدلات الإصابة مع التقدم في السن حيث وجد أعلى معدل للإصابة في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر حيث بلغ 28.7.
ويقدر عدد المصابين بارتفاع الكولسترول في المملكة ب 653 ألفاً من الذكور بالإضافة إلى 461 من الإناث.
وكشف المسح أن نسبة انتشار ما قبل الإصابة بارتفاع كولسترول الدم عند الذكور بلغت 19.5% بما يعادل 1.31 مليون وبلغت النسبة عند الإناث 20.6% أو ما يعادل 1.24 مليون، ويقدر عدد الخاضعين للعلاج ب 218 ألفاً من الذكور و 132 ألفاً من الإناث، علماً بأن 90% منهم لا يسيطرون على مستوى كولسترول الدم لديهم.
وبخصوص التدخين، أظهر المسح تزايد عدد المدخنين من الذكور، وتبلغ نسبة المدخنين حالياً 11.4% وكانت عند الذكور 21.5% وعند الإناث 1.1% أما تدخين الشيشة فقد بلغ عند الذكور 20.9%.
وبالنسبة لاستهلاك الخضار والفواكه فقد كانت نسبة مستهلكي أكثر من خمس حصص من الخضار والفواكه يومياً 7.6% فقط.
وعلى الرغم من الزيادة في الإصابة بالأمراض المزمنة وكذلك ارتفاع نسب التدخين، إلا أن المسح كشف أن 75% من أفراد المجتمع السعودي لم يقوموا بفحص طبي روتيني مطلقاً. وقال أستاذ الصحة الدولية في معهد القياسات والتقييم في جامعة واشنطن الدكتور مقداد إنه مندهش من عدم استفادة المواطنين السعوديين من توفير الخدمات الصحية بالمجان في المملكة عبر إجراء الفحوصات الطبية الوقائية المنتظمة.
وقال "مقداد" "كان مدهشاً لي ملاحظة أنه في بلد تتاح فيه الخدمات الصحية مجاناً وفي متناول الجميع ولكن لا يستفيد الأفراد من مزايا الخدمات الوقائية، ويقوم المواطنون بمراجعة الطبيب فقط عند الإصابة بالمرض".
وأضاف: "هناك جدل مستمر في الولاياتالمتحدةالأمريكية حول تقديم خدمات صحية شاملة كما هو معمول به في المملكة العربية السعودية".
وأردف: "التعاون بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ومعهد القياسات والتقييم بجامعة واشنطن ساهم في إطلاق بعض المبادرات لمواجهة التحديات الصحية في المملكة". وتابع: "الوزارة تعمل حالياً على إجراء إحصاء سكاني لكل نطاق خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية لتقييم احتياجات المجتمع بهدف تقديم خدمات صحية أفضل والتشجيع على الاكتشاف المبكر للأمراض، كما سيتم إنشاء مركز متميز للقياسات الصحية في وزارة الصحة السعودية".