تجددت معاناة شابة ثلاثينية سعودية فور إنهاء محكوميتها ومغادرتها أسوار "السجن"؛ إذ عجزت عن السيطرة على وضعها المتردي فكانت الظروف أكثر سوءاً بعد إطلاق سراحها. صدمت الشابة ولم تفق إلا في "المستشفى" الذي مكثت فيه عامين بسبب أمراض نفسية وعضوية ألمت بها بعد أن تخلى عنها إخوتها لوالدها وهي تصارع ظروف الحياة القاسية بمفردها رغم حاجتها الملحة إلى مساعدتهم. وفقدت الشابة والديها وليس لديها وظيفة تساعدها على مواجهة ظروفها المعيشية التي لا ترحم. تقول حسناء. غ ل"سبق": وصلت إلى مرحلة يأس وإحباط نفسي وذقت صنوفاً من العذاب والتشتت بسبب إخوتي لوالدي الذين لم يأتوا لاستلامي منذ إلقاء القبض علي في تهمة كان من الإمكان تفاديها. وتضيف: في الوقت الراهن أعيش مع خالتي التي تجاوزت ال70 عاماً بعد أن توفيت والدتي وتخلى عني إخوتي بعد الإفراج عني، موضحة أنها تعيش ظروفاً قاسية جداً بسبب عدم مقدرتها على توفير المال لمنزل استأجرته في موقع غير آمن يعج بعزاب من العمالة الوافدة. وقالت إنها تتسلم من الضمان الاجتماعي 700 ريال شهرياً توفر منه للإيجار والجزء الآخر تشتري به أدوية الضغط والربو وهو لا يكفيها هي وخالتها. وعن القضية التي أدخلتها السجن، قالت حسناء إنها كانت "قضية تبرج"، موضحة أنها كانت خارجة مع صديقاتها من أحد مراكز التسوق وعندما ركبن سيارة الليموزين كشفن عن وجوههن ودخن سيجارة حينها قبضت عليهن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتستطرد: أتى أهل صديقاتي واستلموا بناتهم وسجل عليهن "تعهد" بعدم تكرار ذلك، بينما بقيت في التوقيف فلم يأت أحد من اخوتي لاستلامي ، فحكم علي بالحبس ستة أشهر "لتطهيري" كما أخبروني. وتقول حسناء: كان السجن بالنسبة لي صدمة وتجربة قاسية، لكنني استفدت منها كثيراً. فقد كنت أحضر الدروس والمحاضرات الدينية والاجتماعية داخل "السجن" وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وعدت لممارسة بعض هواياتي التي كنت أمارسها وأنا صغيرة كالرسم والقراءة. وتضيف: "السجن" كان بالنسبة لواحدة في مثل ظروفي مكاناً للتفكير بعمق وإعادة ترتيب أوراقي في الحياة خصوصاً بعد أن فقدت والدي، موضحة أن مخاوف كانت تراودها وقت مكوثها في السجن بسبب عدم زيارة إخوتها لها أو السؤال عنها. وتابعت: عرفت أنهم لن يأتوا ليستلموني وهذا ما حدث بالفعل، ما جعلني أشعر بالوحدة والضياع وبعد الإفراج عني أصيبت بصدمة لم أفق منها إلا وأنا في المستشفى الذي مكثت فيه عامين ثم خرجت ولا أعلم ماذا أفعل حتى عرضت على خالتي الكبيرة في السن أن تسكن معي رغم أنني لا أملك من المال سوى ال700 ريال من الضمان الاجتماعي ووجدت منزلاً في حي غير آمن لمثل وضعي ووضع خالتي لكن لم يكن لدي خيار آخر. وعن أمنياتها تقول: أتمنى أن أتزوج لأني أخشى أن ترحل خالتي قبلي وأصبح وحيدة وأن أجد وظيفة وأجد من يساعدني في الحصول على منزل، فأنا في خطر وحياتي مهددة.