أصبحت قطرات المطر والسحب السوداء تمثل ترجمة لمستقبل قريب ينتظره أهالي قرية رايغة نخلان شرق محافظة صبيا في منطقة جازان، حيث يؤكد الأهالي أن السحابة السوداء الماطرة تشير إلى قرب إغلاق طريق قريتهم بفعل السيول والأمطار واضطرار بناتهن اللواتي يدرسن خارج القرية أمام مجرى الوادي إلى عدم الخروج لعدم وجود مدرسة للبنات في القرية، وكذلك بسبب عدم وجود جسر عبور لوادي رايغة نخلان. وأوضح الأهالي أنهم اعتادوا على مشاهد البنات الصغيرات وهن يقطعن السيل مشيًا على الأقدام أثناء عودتهن من مدارسهن خارج القرية، حيث أصبح الغبار المتطاير يشير إلى قدوم مركبة ما، في ظل سماع صوت سعال الأطفال مرضى الربو الذين أصيبوا بهذا المرض بسبب غبار الطريق.
وقال الأهالي إن "رايغة نخلان" تعاني من انعدام الماء والأسفلت والإنارة كما أنها تفتقر إلى جهود رفع القمامة وتخلو من الملاعب، مشيرين إلى أنهم يعيشون وسط غابة من أشجار مما اضطر بعضهم إلى الهجرة والرحيل إلى حيث الماء والخدمات البلدية والاهتمام.
وخلال جولة ميدانية قام بها، لاحظ "فريق سبق" أن القرية أصبحت أشبه بغابة تحيط بها الأشجار من جميع الجوانب، والتقت "سبق" أحد أعيان القرية يدعى عبده مسعود النجعي.
وكان "النجعي" قد صرخ مستنجداً بأمير منطقة جازان خلال الجلسة الأسبوعية لهذا الأخير "الثلوثية " قبل أشهر، بعد أن سمع أرقامًا حول مشروعات أقيمت في محافظة صبيا لكن أثرها لم يظهر على الإطلاق في القرية.
وقال النجعي ل"سبق": "طريق قريتنا ترابي وقد طالبنا بسفلتته كثيراً لكن هذه المطالب لم تتحقق كما لم يتم إنشاء عبارة أو جسر لعبور الوادي الذي يمنع بناتنا الطالبات اللواتي يدرسن خارج القرية من الخروج في حال جريان الوادي، في ظل أن قريتنا تفتقر إلى مدرسة بنات، ولدينا مدرسة ابتدائية للبنين افتتحت قبل 40 عامًا ولا تزال على حالتها".
وأضاف: "نحن نعتمد في القرية على مياه الآبار ولا وجود للمياه المحلاة ولم نجد أي مشروع للمياه في منطقتنا، وقبل أقل من عام بدأت مشروعات التحلية في أعمال الحفر وبعد أن انتهت التمديدات لم نجد أي ثمرة لذلك".
وأشار "النجعي" إلى أن "بلدية هروب" قالت للأهالي إن هذا الموضوع يعتبر خارج نطاق الخدمة بينما قررت "بلدية صبيا" تناسي معاناة الأهالي الذين لم يجدوا أمامهم سوى الاستغاثة بأمير جازان.
وقال: "بعد ذلك هرعت الجهات المسؤولة إلينا من خلال إريال عدة أشخاص إلى القرية حيث التقوا مدير المدرسة الذي شرح لهم الوضع ولكننا لم نجد أي تغيير حتى الآن".
وأضاف: "طبقة السقف في مسجد جامع القرية تعرضت للسقوط الجزئي بسبب مياه الأمطار، إلا أن إدارة شؤون المساجد لم تهتم بالقيام بأعمال الصيانة وتكفل فاعلو الخير من أهالي القرية بإصلاح السقف حيث اضطر أحد المواطنين إلى أخذ قرض على راتبه لصيانة المسجد".
وأردف: "طريق القرية تمر به، أيام الأمطار، سيارات الدفع الرباعي فقط بينما يضطر الموظفون والطلاب إلى البقاء في البيوت ولا يتمكن المعلمون من الوصول إلى المدرسة، ونضطر إلى السير على الأقدام حتى نصل إلى بيوتنا".
ورصدت "سبق" أحد المواطنين في القرية يعرض منزله للبيع بعد أن بناه لعدم توافر الخدمات في القرية، كما قرر آخرون الهرجة وترك منازلهم للعيش في مناطق أخرى من المملكة.
من جهته، قال مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة جازان الدكتور سعد النماسي: "سنرسل إلى القرية فريقاً فنياً لحل مشكلة المسجد".
وتواصلت "سبق" مع رئيس بلدية محافظة صبيا المهندس مشهور شماخي بشأن مطلب الأهالي بسفلتة القرية ورفع القمامة والإنارة، لكن لم يكن هناك رد على هذه المطالب حتى الآن. وبخصوص إمكانية تدشين مدرسة للبنات، قال الناطق الإعلامي باسم إدارة التربية والتعليم محمد عطيفة إن شروط الوزارة لا تنطبق على القريّة من حيث السكان والمسافة بينها وبين أقرب مدرسة لها.