بدأ الخوف يكتنف جماعة مساجد هيجة صبيا، بعد أن بدأت في تساقط أسقفها، فمبانيها منشأة منذ عقدين من الزمن لم تشهد أي ترميم وإصلاحات من قبل الجهة المختصة، حيث يعيش سكان قرية الهيجة شرق محافظة صبيا، بين يأسٍ من سفلتة طريق قريتهم، ومن وصول بقيّة الخدمات الأخرى كحقٍّ لهم كأي قرية داخل هذا الوطن، فالهيجة محرومة الهاتف الثابت والمياه مقطوعة على القريّة منذ عامين، مساجدها مهّملةٌ من قِبل شؤون المساجد بالمنطقة، أسقفها تخر ماءً عند سقوط المطر، وشوارعها تعج بالقمائم. لا يتخيّل لزائرها أنه قرية في هذا الزمن الذي يعد زمن التقنية والتطور والتغيير، زمن الميزانيات الضخمة التي تصرفها الدولة على المشاريع البلدية والخدمات الأخرى.
"سبق" تجوّلت في القريّة التي تقبع فيها مدرسة الطالب الباكي الذي صعدت قضيته مؤخراً، لترصد بالصور وضع القرية، والتقت أبناء القرية أثناء الجولة الذين أبدَوا امتعاضهم من توقف المياه منذ حوالي عامين عن القرية لتكسر مواسيرها برغم أن خزان المياه داخل قريتهم، إلا أنه يوزِّع للقرى الأخرى وقريتهم تموت عطشاً وجيوبهم تنزف ماءً.
وقال مصطفى النجعي أحد سكان القرية ل"سبق": إن قريتهم ذات تعداد سكاني كبير ولم تحظى باهتمام بلدية محافظة صبيا ومسؤولي المحافظة، وظلت في عطشها وحفر طرقها، ومعاناة الأهالي منها أثناء سقوط المطر وما تتعرض له سياراتهم من تعلق في الوحل.
وأشار "مصطفى" إلى أنهم طالبوا بلدية محافظة صبيا بسفلتة طريقهم، ولكن لم يروا شيئاً على أرض الواقع، مطالباً بسفلتة القرية في أسرع وقتٍ ورصف شوارعها وإنارتها وإنشاء الحدائق العامة في متوسط قرى النجوع، مؤكداً على أهمية إيصال خدمة الهاتف الثابت للقرية.
وأثناء إكمال جوّلة "سبق" التقت أحمد النجعي الذي ساءه حال مسجدهم الجامع الذي يتساقط سقفه وأصبح الجامع يهدد حياة المصلين بالخطر، مؤكداً أن الأهالي يئسوا من مطالبتهم لشؤون المساجد بالوقوف على حال المسجد، خصوصاً حفرة صرفه الصحي المكشوفة والأشجار حمت الأطفال وكبار السن من السقوط فيها.
وأشار إلى أن جامع قريتهم القديم الذي هو أيضاً مسجل لدى شؤون المساجد أصبح سقفه آيلاً للسقوط الأمر الذي ينذر بكارثة، خصوصاً أن فيه جماعة لا يستهان بها من المصلين، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة التي يقومون بها هي من فاعلي الخير.
وتابع "أحمد": نسينا متى هي آخر مرة زارتنا فيها سيارة البلدية، شوارعنا مملوءة بالقمامة منذ أشهر أصبح الأهالي يتكلفون عناء نقل القمامة لخارج القرية، حتى تصادف سيارة البلدية ويتم نقلها. ورصدت عدسة "سبق" أثناء جولتها حجم القمائم واتساخ الشوارع في القرية.
من جهته قال د. سعد النماسي مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة جازان حول مسجد القرية أنه سيرسل لهم فريق فني ونعمل معهم الواجب بمشيئة الله. وتواصلت الإدارة المسؤولة مع أحد أهالي القرية، وبيّنوا له أنهم سيرسلون لجنة للوقوف على وضع المياه، وانتهى دوام يوم الخميس ولم تزرهم اللجنة.