استطاعت منطقة جازان أن تستهوي من خلال مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 29 مرتادي المهرجان عبر "المزرعة القديمة" التي أتت ضمن الأنشطة التي تقدمها قرية جازان التراثية على أرض المهرجان وهي مزرعة تقليدية تحاكي الحياة الزراعية التي كانت عليها المنطقة منذ القدم وتصوير للمزارع التي يتم فيها حصد الحبوب وبذرها بالثيران وسقايتها بمياه الأمطار والطرق البدائية المعروفة. وأفاد المشرف على المزرعة بالجنادرية المزارع محمد بن أحمد غماري أنه تم إشراك الكبار في السن من رجال المنطقة، وبالتحديد ممن يملكون المهارة وحرفة زراعة الأراضي وبذرها ورعايتها وجني الحبوب، مؤكداً توجيه إدارة المهرجان وحرص ومتابعة منطقة جيزان لجعل هذه المزرعة تحاكي بيئة جازان المنتجة والمثمرة التي ما زالت إلى الآن مستمرة في تطوير الزراعة والاهتمام بالتنمية الزراعية وتنويع مجالاتها.
وبيّن أن هناك 8 مزارعين يقومون بزراعة الأرض بعد حرثها بالثيران والمحراث مباشرة أمام زائري المهرجان حيث يتم رمي حبوب الذرة.
ومن المعروف أن حراثة الأرض في جازان تتم في بداية فصل الخريف، ومن ثم مرحلة جني الحبوب كالذرة والدخن والسمسم، إلى جانب تعريف زائري المهرجان على طرق الري الزراعية التقليدية عبر الحيوانات والأدوات الخشبية القديمة بهدف المحافظة على الإنتاج الزراعي.
من جانبه أوضح المشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية إبراهيم بن محمد الحازمي أن هدف المزرعة القديمة التعريف بالبيئة الزراعية القديمة وطريقة المحافظة على الإنتاج الزراعي حيث يتم شرح طرق الحفاظ على التربة أثناء هطول الأمطار بعد الري، معرجاً بالحديث على الأدوات المستخدمة في زراعة وحرث الأرض وهي الضماط والوشل والجهال والسحب والساقة والوصل والمحر والمحراث.
وأكد على طرق العرض الواقعي للمزارع القديمة والمصحوب ببعض الأهازيج التي يطلقها المزارعون أثناء عملية حرث الأرض كوسيلة لجذب الجيل الحالي لعبق الماضي بكل ما فيه من تفاصيل وذكريات حيث حقول القمح والذرة والماء وخضارة الأرض والمجاري المائية واستخراج الماء من البئر عن طريق السواني.
وفي سياق مختلف يستقبل بيت الطائف المشارك في المهرجان زائريه بالترحيب بماء الورد والكادي، حيث يتكون من دورين تم بناؤهما من الحجر والطين، يمثل الدور الأرضي من المجلس والديوان والفناء أما الدور العلوي فيتكون من غرف المبيت.
ويحتوي بيت الطائف على العديد من الأدوات والقطع التراثية والتحف القديمة التي كانت تُستخدم في بيوت الطائف ويحيط بالبيت الأشجار والورود التي تعبر عن طبيعة الطائف.
وأفاد وكيل أمانة الطائف المشرف على البيت المهندس محمد بن هميل آل هميل أن محافظة الطائف تشارك أيضاً بالفلكلور الشعبي المتمثل في فرقة المجرور وغيرها من الفرق الشعبية الأخرى.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية وجود معرض لسوق عكاظ يحكي مسيرة سوق عكاظ والفعاليات التي تقام في السوق، مبيناً أن المعرض يهدف إلى تعريف زوار بيت الطائف والمهرجان بسوق عكاظ؛ وذلك استجابة لاستفسارات المواطن وزوار الجنادرية حول سوق عكاظ وما يمثله من تظاهرة ثقافية.
وعبَّر عن اعتزازه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المشاركة في مهرجان الجنادرية الذي يعبّر عن تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية الثري والغزير بموروث متنوع في مختلف المجالات.