طالب الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، ونصرته، الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع، الاتحاد الأوروبي بالضغط على فرنسا لتكف عن ممارساتها الظالمة ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى, مؤكداً أن القوات الفرنسية تشارك في جرائم حرب تمارسها الميليشيات النصرانية وبعض أفراد الجيش الحكومي, محملاً في الوقت ذاته الاتحاد الإفريقي المسؤولية في كَفِّ هذه الاعتداءات وحماية المسلمين من التصرفات البربرية للميليشيات النصرانية هناك. ودعا الشايع -في بيان له- منظمة التعاون الإسلامي والهيئات الإغاثية الإسلامية المعتمدة لأن تهب لنجدة إخواننا في إفريقيا الوسطى والعمل على حمايتهم، مع المبادرة بإغاثة ومواساة النازحين عن ديارهم.
وجاء بيان الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول الكريم كالتالي:
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد: فإنَّ المتابع لأوضاع المسلمين في إفريقيا الوسطى وما يتعرضون له هذه الأيام من مذابح ظالمة على أيدي ميليشيات تَدَّعي انتسابها للمسيحية، وبتواطؤ من بعض أفراد القوات الفرنسية التي مهمتها في الأصل حفظ الأمن ومنع الاقتتال في تلك الدولة، وبتهاون أو مشاركة من بعض أفراد الجيش الحكومي، إن المتابع لكل ذلك وما ترتب عليه من ممارسة ممنهجة للقتل بصور بشعة، كحرقهم وتقطيع رؤوسهم وأعضائهم حتى الموت، ورضخ رؤوسهم بالحجارة وسحلهم في الطرقات، وتهديم منازلهم ومساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم، وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، حيث ذهب ضحية هذه الأعمال المئات من المسلمين، ونَزَح نتيجة ذلك مئات الألوف إلى الدول المجاورة.
ولشناعة هذه الأعمال لم تملك منظمة العفو الدولية إلا أن تستنكرها وتدعو لوقفها، كما أن منظمة الأممالمتحدة ومن خلال تقريرها المتعلق بالمذابح التي يتعرض لها المسلمون بجمهورية "إفريقيا الوسطى" اتهمت القوة الفرنسية بدعم الميلشيات النصرانية المسلحة ضد المسلمين العزَّل، وذلك بعد تجريد بعضهم من السلاح المستخدم للدفاع عن النفس؛ مما أتاح لميلشيات النصارى وحلفائهم الانقضاض على الأسَر المسلمة بالأسلحة وقتلهم والتنكيل بهم.
وهذا ما أكده شهود عيان أمكن التواصل معهم، وبلغني منهم تأكيد ما تقدم، بعدما فروا من العاصمة "بانغي" ونجوا بأنفسهم، كما صنع مئات الألوف.
والمسلم وكل صاحب عدل وإنصاف يتعين عليه إنكار هذا الظلم الصارخ، والعمل على وقفه فوراً قدر ما يستطيع، وهو متعينٌ على الدول الإسلامية قاطبة ليمارسوا ضغوطهم وإمكانياتهم، كما أن الواجب على علماء المسلمين أن يكون لهم مبادرتهم وغيرتهم على حرمات إخوانهم أينما كانوا.
وبهذا فإني أوجه الخطاب إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي بأن تمارس ضغوطها على فرنسا باعتبارها عضو في الاتحاد الأوروبي لتكف عن ممارساتها الظالمة للمسلمين في افريقيا الوسطى، فإن تصرف بعض أفراد القوة الفرنسية في "إفريقيا الوسطى" يناقض حقوق الإنسان، ويتعارض مع القانون والمواثيق والأعراف الدولية، وهو مشاركة في جرائم حرب تمارسها الميليشيات النصرانية وبعض أفراد الجيش الحكومي. وهو إساءة للأخلاقيات والمبادئ التي قام عليها الإتحاد الأوروبي. وقبل ذلك فإن دين المسيح عليه السلام -الذي يدعي السفاحون انتسابهم إليه- لا يجيز القتل والاعتداء ولا التواطؤ عليه.
كما أن الاتحاد الإفريقي يتحمل مسؤوليته في كَفِّ هذه الاعتداءات وحماية المسلمين من التصرفات البربرية للميليشيات النصرانية هناك. وأن تراقب عمل قوات حفظ السلام الدولية، وأن يكون من ضمن تلك القوات عناصر من الدول الإسلامية لضمان الحيادية.
ويجدر التأكيد أيضاً على أن ما يذكر في بعض وسائل الإعلام من اعتداء ميليشيا باسم جماعات مسلمة ضد مواطنيهم العزَّل والأبرياء من النصارى وضد مساكنهم وكنائسهم هو في الحين نفسه -على فرض وقوعه- مجَرَّم في شريعة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك القانون الدولي، ولا يمكن بحال أن يمثل السكان المسلمين في إفريقيا الوسطى، والذين تعايشوا فيما بينهم وحفظوا حقوق بعضهم.
والواجب أن يقدَّم للمحاكمة كل المجرمين الذين أزهقوا الأرواح بغير، واعتدوا على حرمات الأبرياء.
وأتوجه كذلك بمطالبة منظمة التعاون الإسلامي والهيئات الإغاثية الإسلامية المعتمدة أن تهب لنجدة إخواننا في افريقيا الوسطى والعمل على حمايتهم، مع المبادرة بإغاثة ومواساة النازحين عن ديارهم. قال الله جلَّ وعلا في القرآن الكريم: (وَالْمؤْمِنونَ وَالْمؤْمِنَات بَعْضهمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [التوبة: 71] وقال سبحانه: (وَتَعَاوَنوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعدْوَانِ) [المائدة: 2]. اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، ودافع عن عبادك المستضعفين، فإنك حسبنا، ونعم المولى ونعم النصير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.