قال الدكتور عبدالرحمن الحفظي والمهندس محمد عبدالرزاق المشرفان على جناح متحف وأركان مشروع تعظيم البلد الحرام بمنطقة مكة: إن المسرد التأريخي لمكةالمكرمة ليس له وحدة موضوعية، بل يتنقل بالقارئ والمشاهد للصور من موضوع ديني يأسر النفس إلى موضوع اجتماعي إلى سياسي وقيمي في سرد لحقب تأريخية متعاقبة لبلد الله الحرام. وقال "الحفظي" ل"سبق": "ما إن تنتهي من بناء الملائكة- عليهم السلام- للكعبة حتى تفاجأ بإغراق الله- تعالى- للأرض في عهد نبي الله نوح- عليه السلام- واندراس موضع الكعبة المشرفة، وما إن تنتهي من قصة زمزم حتى يفاجئك تاريخ العمالقة وجرهم في مكة".
وأضاف "الحفظي": "غير المسلمين في جنادرية العام الماضي كانوا هم أكثر الزائرين للمسرد إذ زاد عدد زواره من النخبة المثقفة والسفراء على 700 شخصية كانوا في أشد الإعجاب لما يقوله لهم المترجم أثناء شرحه للوحات المسرد المصورة".
وقال: "بناء على هذا الإعجاب نصحت إدارة الجنادرية وإمارة منطقة مكة القائمين على المشروع بترجمته مباشرة على لوحات المسرد بدلاً من المترجم، مما حدا بإدارة المشروع أن يترجموه، بل ويستشهدوا بنصوص من التوراة والإنجيل من العهد القديم والعهد الجديد وبالخطين العبري واللاتيني عما قالته أسفار أهل الكتاب عن مكةالمكرمة كما أنزلت على موسى- عليه الصلاة والسلام".
واعتبر أنه "مهما أخذت في السرد فلن يفي بشيء ما لم يزر المسرد، وتقرأ حروفه وتدل صوره على معانيه".
وبيّن أن "المسرد يأخذك في جو روحاني رباني يقشعر منه جلدك حينما يردد على مسامعك الدكتور أن هذه البقعة المباركة هي محمية رب العالمين لم يحدها ملك ولا دولة، بل أوحى الله لجبريل- عليه السلام- أن يأمر الخليل إبراهيم أن يضع أنصاب وأعلام الحرم.. جبريل يشير له وإبراهيم يضع النصب".
وقال: "لن أتحدث عن معلومات المسرد منذ ولادة نبينا محمد- عليه أفضل وأزكى التسليم- في مكة وسيرته المكية فيها وحبه لها إلى نهاية العهد العثماني.. لكنني سأختم بذلك السرد الجميل للتوسعات التي أمر بها الخلفاء والملوك منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب حتى هذا العهد الميمون والتوسعة التأريخية لخادم الحرمين الشريفين- حفظه الله".
وأضاف: "قبل أن تخرج من المسرد ستشاهد خلال أربع دقائق فيلماً تفاعلياً يرجف له فؤادك عن أحداث يوم القيامة والذي لن يقوم أبداً ما دام ركب الحجيج آمن وعبادة الحج قائمة".
وقال: "لن أحرق فيلم المسرد، ولكني أدعوكم لزيارته على أرض الجنادرية في جناح منطقة مكةالمكرمة".