احتارت "أُم" تسكن في "الحدود الشمالية" لأي من أطفالها الخمسة تتبرع بكليتها لإنقاذهم من الغسيل الدموي، فتارة تختار الابن الأكبر، وتارة أخرى تختار الابنة الصغرى، بعد أن أُصيبوا بكلاس كلوي وراثي وداء كلية مزمن انتهائي (بفشل كلوي). اختيار "الأم" بحسب والدهم وقع على الابن الأكبر؛ فعملت الفحوصات اللازمة لزراعة إحدى كليتيها بجسد ابنها الأكبر؛ إذ يحضر الآن لزراعة الكلية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في عيادة نقل الكلى برقم ملف " 61587". وقال ل"سبق" والد الأطفال الخمسة إن أبنائي أكبرهم 16 عاماً، وأصغرهم أربع سنوات، يعانون مرضاً مزمناً، يدعى (فرط مغنيزيوم عائلي مع فرط كلس البول والكلاس الكلوي)، ويُعرف بالتكلس وضمور الكلى، وينتهي بالفشل الكلوي. وتحتفظ "سبق" بالتقارير الطبية.
وتابع: أدى ذلك إلى تدهور صحتهم بارتفاع ضغط الدم؛ ويتناولون أدويه لخفض الضغط، لكن نسبة الكرياتينين واليوريا بالدم لديهم مرتفعة جداً، لوا يتحملها جسم شاب قادر، فضلاً عن أطفال صغار.
وذكر: أقر الدكتور المعالج لهم بضرورة زراعة كلى قبل أن يصلوا لمرحلة الغسيل الدموي، الذي بات قريباً منهم؛ إذ إن وظائف الكلى تدنت بشكل كبير. وقال إن والدتهم لم تستطع تحمل ما حل بأبنائها؛ وتقدمت لإجراء فحوصات؛ لتتبرع بالكلى لأحدهم، وقلبها يتفطر ألماً وحزناً على الأبناء الباقين.
وأردف: احتارت، لأي الأبناء تختار، حتى وقع الاختيار على ابنها الأكبر، وهي تردد "ما أصعبها من لحظة عندما ترى طفلاً يئن من المرض، وأنت واقف لا تستطيع فعل شيء له، وما أشدها قتلاً عندما يكونون أبناءك، فلذة كبدك، وثمره حياتك، وعمرك".
وواصل والد الأطفال الخمسة: أناشد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - ووزير الصحة التكفل بعلاج أبنائي الخمسة خارج السعودية لزراعة الكلى. مشيراً إلى أنه حالياً يقوم بمراجعة مستمرة لمتابعة تطور حالتهم من شهرين إلى ثلاثة أشهر في مستشفى الملك فيصل التخصصي. علماً بأن أكبرهم أحيل إلى عيادة نقل الكلى لحاجته الماسة لزرع كلى، منوهاً بأن دكتور عيادة نقل الكلى وجَّه بتحويل البقية للعيادة؛ لإضافتهم على لائحة الانتظار؛ لتدهور حالتهم.