وسط غياب اللوحات الإرشادية والحواجز الخرسانية، وخلال عام فقط، لقي ثلاثة معتمرين مصرعهم، وأُصيب 29 أردنياً، في حادثين منفصلين في مشعر عرفات الطاهر، في ظل غياب دور بعض الجهات المختصة. وكان سبب الحادثين دخول قائدَي الحافلتَين بعد انتهاء زيارة المشعر لطريق المشاة، وسلوكهما هذا الطريق المخصص للمشاة فقط، وقيادتهما بسرعة عالية، وقد فوجئا بجسر عرضي أمامهما، يبلغ ارتفاعه مترين فقط، في حين يزيد ارتفاع الحافلتين على أربعة أمتار؛ ما جعل الجسر يشطر الحافلتين من الأمام؛ وتوفي على الفور ثلاثة أشخاص بالحادث الأول، وأُصيب 13 في حينه.
وقد نشرت "سبق" بتاريخ 14 جمادى الأولى 1434/ 26-3-2013 تفاصيل الحادث الأول. وتكرر الحادث اليوم الاثنين 19 ربيع الأول 1435، الموافق 20-1-2014، وبالموقع نفس، ومن الجنسية نفسها (الأردنية)؛ وأُصيب 16 طالباً، تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، وتم نقلهم لمستشفى النور التخصصي، ومستشفى الملك فيصل ب"الششة".
وتلقى جميع المصابين العلاج، وخرجوا من المستشفى ما عدا أربع إصابات، لا تزال منومة بمستشفى النور التخصصي، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث الذي باشره مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي، ومدير شعبة الحوادث.
"سبق" تضع تساؤلاً عريضاً عن غياب الجهات المختصة في وضع الإرشادات واللوحات التي تمنع الدخول لطرق المشاة، وتكرار الحوادث خلال عام، وبالموقع نفسه، وكذلك تتساءل عن غياب المرشد السياحي لحملات العمرة والحج؛ إذ يلزم وجود شاب سعودي، يرشد قائد الحافلة للطرق السليمة، ويجيب عن استفسارات وتساؤلات المعتمرين والحجاج، ولا يتركهم يواجهون المجهول وتكرار الحوادث في ظل غياب الجهات المختصة، التي نأمل بوجودها؟!