قال نشطاء: إن جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) المرتبطة بالقاعدة استعادت السيطرة على معظم معاقلها في مدينة الرقة في شمال شرق سوريا اليوم الأحد، موجهةً بذلك ضربة لجماعات المعارضة المسلحة المنافسة التي تدعمها دول الخليج العربية والدول الغربية. وأضافوا أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" خاضت معارك مع المقاتلين المتبقين من الوحدات الإسلامية المنافسة، ومن بينها جبهة النصرة المرتبطة أيضاً بالقاعدة في عدد من أحياء الرقة.
وإلى الشمال استعادت الجماعة بلدة تل أبيض الواقعة على الحدود التركية في بداية الأسبوع.
وقال أبو خالد الوليد، وهو ناشط كان يتحدث من منطقة الحدود: إن كثيراً من مقاتلي "أحرار الشام" وهي من أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة اختاروا عدم مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"؛ لأن المقاتلين من أهالي المنطقة ولا يناصبون بعضهم بعضاً العداء.
وأضاف: "لم يرَ الكثيرون معنى لمقاتلة أقاربهم. والدولة الإسلامية في العراق والشام تسيطر الآن على 95 في المائة من الرقة وريفها، وعادت تل أبيض أيضاً إلى سيطرتها".
و"الرقة" الواقعة على نهر الفرات على بعد 385 كيلومتراً شمال شرقي دمشق هي عاصمة المحافظة الوحيدة التي سقطت في أيدي معارضي الرئيس بشار الأسد منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكمه في مارس 2011.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" انسحب من "الرقة" ومدن أخرى في شمال شرق سوريا هذا الشهر، بعد أن هاجم تحالف لعدد من جماعات المعارضة الإسلامية معاقله، مستغلاً الاستياء الشعبي المتزايد من مقاتلي التنظيم الأجانب وحملتهم لفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة.
لكن التنظيم أعاد تجميع صفوفه في الأيام الأخيرة، مستخدماً قناصة ووحدات كوماندوس متحركة بشاحنات خفيفة ومفجرين انتحاريين.
وقالت مصادر معارضة: إن خبرة قادته الأجانب- ومن بينهم شخصية بارزة تعرف باسم عمر الشيشاني- كان لها دور حاسم في التقدم الذي حققه.
وفي محافظة حلب غربي "الرقة" قال نشطاء: إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" استعاد عدة بلدات ريفية من بينها "حريتان" و"بصراتون"؛ حيث قتل مسلحوه قائداً كبيراً في "كتائب نور الدين زنكي"، وهي من الوحدات المهمة في جيش المجاهدين الذي شكّل أخيراً، وكان يقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام في حلب.
وقالت المصادر: إن القتال اشتد اليوم الأحد أيضاً بين وحدات الجيش السوري الحر حول بلدة "رتيان" قرب حلب وفي "أورم الصغرى" إلى الشرق، حيث جعل الاقتتال المدينة عرضة لزحف قوات الأسد عليها.