لم يجد أهالي ضيعة الصهاليل الذين تقطعت بهم السبل جراء الأمطار، أمس السبت، سبيلاً لإنقاذ حياة زوجة أحدهم التي أتاها المخاض فجأة، إلا حملها على الأكتاف من الساعة العاشرة ليلاً عبر مناطق وعرة ومنهارة، حيث غابت عن الوعي وحملوها على كرسي خشبي تناوب عليه 15 رجلاً. ويحكي سلمان قاسم الموقف قائلاً: استغاث بنا ابن قبيلتنا حسن مسعود، بعد أن أطلق عدة صيحات وأعيرة نارية، فعلمنا بخطر حل به، وتوافدنا لمنزله حيث وجدنا زوجته في حالة ولادة متعسرة وغابت عن الوعي، ولوجود انزلاقات وانهيارات في الطرق قررنا حملها بعد تربيطها على كرسي خشبي، وبدأت المعاناة طوال 8 ساعات عبر منحدرات وأودية تسيل حتى الوصول بها إلى السهل عند أذان الفجر، واستعنا بسيارة لنقلها لمستشفى خاص في صبيا.
وأضاف: تلك الحالة ضمن عشرات الحالات، ولكن البارحة كانت المسافة تزيد عن 8 كيلومترات عبر جبال شاهقة ومنحدرات وسيول، ولكن كان الأمر يتطلب إنقاذ المرأة مهما كانت المتاعب والمخاطرة، في ظل غياب الخدمات الصحية في جبال الصهاليل.