يرفض الكاتب الصحفي أ.د.سامي سعيد حبيب احتفال بعض المجتمعات العربية والإسلامية بالأعياد الغربية، كالاحتفال ب (الكريسماس) أو عيد ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، ورأس السنة الميلادية، ويوم الحب (فالنتاين) ويقول: جذور هذه الاحتفالات عقدية يهودية ومسيحية، وبعضها غير عقدية، ولم نرَ العالم الغربي يحتفل بعيدي الفطر والأضحى. وفي مقاله "أعيادهم في بلداننا الإسلامية" بصحيفة "المدينة" يقول حبيب: "ظاهرة تتفاقم عاماً بعد عام في غالبية المجتمعات المسلمة والعربية، لاسيما الخليجية التي من المفترض أنها مجتمعات محافظة وملتزمة بالتعاليم الإسلامية، ألا وهي قيام شرائح كبيرة من المسلمين بالاحتفال بالأعياد الغربية ذات الجذور العقدية اليهودية- المسيحية، وتلك غير العقدية، من الاحتفال ب (الكريسماس) أو عيد ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم، على نبيّنا محمد وعليه أفضل صلاة وأتم تسليم، ومن الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، وما أدراك ما عيد رأس السنة، وما تجري فيه من مجاهرة بالمعاصي، وكل ما يندى له الجبين، ومن الاحتفال بعيد زعموه للحب (فالنتاين) وما يصاحبه من انتشار بيع الورد الخاصة وتهادٍ للعشاق لباقات الورد الأحمر، ويوم لعيد الأم ويوم لعيد الأب.. وهكذا دواليك، رغم أننا كمسلمين مأمورون بالتمايز عن أصحاب الديانات الأخرى بسمتنا وعقيدتنا وسلوكياتنا".
ويعلق حبيب قائلاً: "لمن لا يعلم فإن ما يسمى بعيد الميلاد، له حسب المصادر المسيحية ذاتها، جذوره الوثنية الضاربة في التاريخ والتي تعود إلى الحضارة الرومانية التي كانت تحتفل بعيد ما يسمَّى بإله الشمس (ولا إله إلا الله) بعد أن دمج قيصر ذلك العصر -لأهداف سياسية- الاحتفال بميلاد المسيح الذي يقال إن الدلائل بما فيها القرآنية: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) ونضوج الرطب إنما يكون صيفاً، دمجه بعيد إله الشمس بعد أن تنصرت الدولة الرومانية الوثنية بعد مرور قرابة ثلاثة قرون على رفع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. ولذلك ثمة العديد من الكنائس لاسيما الشرقية منها تحتفل بالميلاد في تواريخ مغايرة لتاريخ 25 ديسمبر".
ويضيف الكاتب: "مما يزيد الطين بلة، هو أن بعض البلاد العربية أصبحت كما يقال ملكية أكثر من الملك، فقد قام أحد الفنادق في دولة خليجية بتركيب إحدى أكبر أشجار عيد الميلاد في العالم وأغلاها، حيث تم ترصيعها بالحلي وبالمجوهرات بتكلفة وصلت إلى 11 مليون دولار، ودخلت بذلك سجل "جينيس" العالمي كأغلى شجرة عيد ميلاد في تاريخ العالم. أما في عيد رأس السنة فقد أقامت ذات الدولة الخليجية أكبر ألعاب نارية في العالم على الإطلاق، وكلّف ذلك العرض الذي استمر لست دقائق وأطلق خلاله ما يزيد على 400000 مقذوفة نارية، قيل إن تكلفتها قدّرت ب 100 مليون دولار، بينما منعت باريس مثلاً وهي إحدى أهم عواصم العالم المسيحي الاحتفال برأس السنة بالألعاب النارية لأسباب الأمن والسلامة".
ويشير حبيب إلى أن "ذاك غيض من فيض مما دار من احتفالات غريبة عن تراثنا الإسلامي وثقافتنا الإسلامية، احتفالات في ديار العرب والمسلمين ينكرها السواد الأعظم من المسلمين أصحاب الفطر السليمة، وللأسف لم يُر مثلها لا في عيد الفطر ولا في عيد الأضحى المبارك، وهما العيدان اللذان ارتضاهما الله جل جلاله لعباده المسلمين وأمر بالاحتفال بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفهوم الشكر لله على توفيقه للطاعات السابقة للعيدين، وهي صيام رمضان ووقفة عرفات ودورة العبادة المكثفة في أيام العشر وليالي رمضان".
وينهي الكاتب قائلاً: "على المسلم أن ينكر على الأعياد غير الإسلامية في بلاد المسلمين، ولسنا نرى العالم الغربي يحتفل بالمقابل بعيدي الفطر والأضحى فما الداعي أن نحتفل نحن المسلمين بعيد الميلاد ورأس السنة، وليحذر كل مسلم من المشاعر التي تنتاب قلبه في تلك الأعياد، فالمرء في الآخرة يحشر مع من أحب".